رغم الحظر يجوب شوارع المحروسة.. "المسحراتي" مهنة مصرية قديمة
ارشيفية
رغم الإجراءات الاحترازية التي تتخذها الحكومة، لمواجهة تداعيات فيرس كورونا، إلا أن العديد من المناطق لم يغب عنها الأجواء الرمضانية، فبرغم الحظر، لا يزال المسحراتي يقرع على "طبلته"، لإيقاظ المصريين قبيل السحور، في عديد من المناطق بالقاهرة.
وقال حسن عبدالله مسحراتي منطقة الدقي والمهندسين، تخوفنا هذا العام من أن تقطع عاداتنا السنوية، حيث أعمل كمسحراتي منذ 15 عاما، لم اتغيب عام واحد خلالها.
وقبل رمضان، علمنا بالسماح لنا بمباشرة عملنا، خاصة أننا لا نختلط بالمواطنين، وتواجدنا لا يسبب انتشار العدوى.
وعن أصل المسحراتي، قال الباحث في الآثار المصرية سامح الزهار، إن المسحراتي مهنة مصرية، وأول من نادى بالتسحير "عنبسة ابن اسحاق"، سنة 228 هجرية، وكان يسير على قدميه من مدينة العسكر فى الفسطاط، حتى مسجد عمرو بن العاص تطوعا، وكان ينادى عباد الله تسحروا، فإن فى السحور بركة.
ومنذ تلك الفترة، أصبحت مهنة المسحراتي فى مصر، تلقى احتراما وتقديرا بعد أن قام بها الوالى بنفسه.
وفي العصر الفاطمي زمن الحاكم بأمر الله، أصدر أمرا بأن ينام الناس مبكرين بعد صلاة التراويح، وكان جنود الحاكم يمرون على البيوت، يدقون الأبواب ليوقظوا النائمين للسحور.
وأصبحت عادة أساسية فى العصر الفاطمى، فكانوا يوقظون الناس بطرق العصا على أبواب المنازل، تطورت بعد ذلك ظاهرة التسحير على يد أهل مصر، حيث ابتكروا الطبلة ليحملها المسحراتي، ليدق عليها بدلا من استخدام العصا.
وتابع: وفي عصر المماليك، كانت النساء تضع نقودًا معدنية داخل ورقة ملفوفة، ويشعلن طرفها، ثم يلقين بها من المشربية إلى المسحراتي، حتى يرى موضعها فينشد لهن.