"مكنتش بخرج".. اعتدال "كعب داير" من جرثومة المعدة إلى إصابتها بكورونا
احد العاملين بالحجر الصحي
ترددت على الكثير من الأطباء لأيام طويلة، لتتحول إلى رحلة عذاب وصفتها بأنها "كعب داير"، لا تدري سببا لألمها الذي يزداد يوما بعد يوم، وسط تضارب بين الأطباء حول تشخيص مرضها.
"بدأ بتعب في المعدة، لدرجة أن الطبيب شخص حالتي جرثومة معدة في البداية، لحد ما الأعراض بدأت تزيد، وعرفوا إني مصابة بكورونا، أنا مش بروح في مكان، وملتزمة منزلي، وبنفذ التعليمات، مش عارفة سبب الإصابة، بس العشرة أيام التي قضيتهم في العزل، كانوا أصعب أيام في حياتي".. بتلك الكلمات بدأت الحاجة اعتدال عبدالرازق 56 عاما ربة منزل، حديثها لـ"الوطن".
تروي اعتدال تفاصيل قصتها قائلة: "والله يا بنتي لا كنت بخرج من البيت ولا بروح في مكان، ولم أزور أحد، فأنا أقيم في العقار بصحبة ابنى وزوجته وأطفاله، وباقي شقق العقار مستأجرة لآخرين، لم نختلط بهم، وأولادي من زوجي الأول لم أراهم منذ فترة طويلة، ونكتفى بالاتصالات الهاتفية لظروف فيروس كورونا".
وأضافت: "فجأة ظهرت عليا أعراض غريبة، وكأن معدتي بها نار ألم شديد، ولا أتحمل تناول الطعام، فضلا عن تقلب الجيوب الأنفية التي أعاني منها منذ سنوات، وأعيش على البخاخات، وعليه ذهبت لطبيب خاص، فكتب لي علاج لمدة يومين، وطلب تحليل جرثومة المعدة كما طلب الطبيب".
وبالفعل تبين إصابتي به، وللأسف لم يجدي العلاج نفعا، وكأني بشرب مياه، وليس علاج، ثم بدأت تزداد الأعراض شيئا فشيئا، وبدأت أعاني من "كحة وسخونية وعطس وصداع فظيع، فضلا عن ألم شديد بالمعدة، كأن مياه نار، وظللت على العلاج أيام، فطلب مني الطبيب إجراء تحليل وأشعة، وتم تشخيص الحالة التهاب رئوي، وتم صرف علاج على هذا الأساس، فلم يجد فائدة".
وتستطرد اعتدال: "توجهت لطبيب صدر بعدما ساءت الحالة، وانخفض وزني، وبت غير قادرة على تذوق الطعام، وعدت للطبيب الأول، وأجريت أشعة مقطعية، وصورة دم، لتأتي النتيجة إيجابية، ويتم نقلي لمستشفى عزل كفر الدوار البحيرة، وظللت محتجزة 10 أيام".
وعن المعاملة في العزل، قالت: "أحسن معاملة تلقيتها من الجيش الأبيض في العزل، تحيا مصر وعمار يا مصر"، موجهة رسالة للمواطنين: "حافظوا على النظافة، وأنتم يا شباب حسوا بالمسؤولية، والجيش الأبيض هم بيفنوا حياتهم لأجلنا حاليا، في تلك المعركة الشرسة".