الحياة على أسوار نادي الصيد قبل الإفطار.. "جري وورد وتمشية"
الحياة على أسوار نادي الصيد قبل الإفطار
ميدان واسع، تدور فيه السيارات كل في اتجاهها، على بعد خطوات منه يظهر سور هادئ، يحاوط مباني ضحمة، يعرفه المتجولون حوله، فور رؤيته تستشعر وكأنه حزين على الفراق المؤقت، لمن اعتاد رؤيتهم داخله، بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد، ليصبح عزاءه الوحيد هو وجود بعضهم بجواره، ولكن من الخارج، هو سور نادي الصيد بحي الدقي.
مظاهر عديدة للحياة تتجلى حول سور نادي الصيد، من خلال بعض المترددين على النادي، الذين قرروا عدم تركه، حتى مع قرار مجلس الوزراء، بإغلاق الأندية الرياضية، والشعبية، ومراكز الشباب، لتفادي انتشار عدوى الوباء القاتل، وخصصوا وقتا قبل الإفطار للسير أو الجري حول أسواره.
في تمام الساعة الثالثة والنصف عصرًا، وقف مجدي أمين أحد أعضاء النادي، من بيته بجوار سور النادي، يستعد لممارسة رياضة الجري، تلك الرياضة التي واظب على القيام بها على مدار 11 يومًا منذ بداية شهر رمضان، بدأ في تسخين عضلات جسده، ثم انطلق باتجاه السور.
إغلاق النادي، قرار لم يأت على هوى "مجدي"، حسب حديثه لـ"الوطن"، لافتًا إلى أنه يرى أنه ضروري من أجل الحد من التجمعات، "اتعودنا كل يوم نروح النادي حتى لو مش هنلعب رياضة، وبعد ما اتقفل بنواظب على نفس الموضوع".
على بعد نحو 100 متر من مجدي، يجلس عم شاهين بائع الورد، ذلك الرجل الذي اشتهر بوجوده منذ سنوات على سور النادي، أمام محله، قبل أن تأتيه فتاة ترتدي كمامة على وجهها، من زبائن المحل، تطلب منه عمل بوكيه ورد.
يرى الرجل الخمسيني أن إغلاق النادي أثر بشكل سلبي على مبيعاته، ولكنه في الوقت ذاته طمأنه على صحته، "الفلوس بتروح وتيجي المهم الصحة، وأعضاء النادي لسه بيشتروا مني ورد قبل الحظر"، على حد قوله لـ"الوطن".
من أمام "عم شاهين"، مرت شابة من أهل المنطقة، تضع سماعات أذن تجعلها في عالم آخر، من خلال مكالمة مع خطيبها، بينما تستمتع بالساعات الأخيرة قبل الإفطار من خلال "التمشية" على حد قول رنا سعد، "بتمشى شوية قبل الفطار، منها رياضة ومنها وقت لطيف نتكلم فيه أنا وخطيبي".
المشي حول سور النادي عادة ورثتها "رنا" عن والدها، حيث كان يصحبها صغيرة، ويتسامران سويًا، "بعد ما طلع معاش كان بيتمشى كل يوم حوالين السور وبقيت بعمل زيه وبتبسط جدًا".