كنت أنوى الكتابة هذا الأسبوع عن تجربة ميدو مع الزمالك وتصريحاته التى تحدث فيها عن رغبته فى أن يكون الزمالك مثل أتلتيك بلباو الإسبانى الذى يعتمد على أن جميع لاعبيه من إقليم الباسك الذى يقع فيه النادى، وإن كان تشبيه ميدو غريباً نسبياً بعدما سمى قطاع الناشئين فى ناديه بإقليم الباسك، بالإضافة إلى أن طموحات فريق بحجم الزمالك تختلف عن طموحات بلباو، وكنت أتمنى أن يقول إنه ينوى تكرار تجربة أتلتيكو مدريد مع دييجو سيميونى الذى وصل بفريق العاصمة الإسبانية لنهائى دورى أبطال أوروبا واقترب من حصد لقب الدورى الإسبانى بعد غياب 18 عاماً.
ولكن كل تلك الأفكار التى كنت سأتحدث فيها عن ميدو وإمكانية الاستعانة بتجربة أتلتيكو مدريد تحطمت على صخرة «تويتر» عندما استيقظت على خبر استقالة ميدو من تدريب الزمالك، لم أصدق عينى وأنا أتابع المكتوب على صفحة ميدو الشخصية، وتوقعت أنه تمت مشاجرة بينه وبين رئيس النادى مثلاً، أو أنه اكتشف خيانة أحد اللاعبين والإدارة رفضت معاقبته، لكننى فى النهاية اكتشفت أن السبب هو «الضغوط»!!!
ضغوط إيه يا ميدو اللى بتتكلم عنها، طلبت التعاقد مع دومينيك وأحمد سمير فرج والمجلس السابق نفذ طلباتك، ووعدت الجمهور بعودة الزمالك للأداء الجميل وحصد البطولات، لكنك بتصريحك لم تستطع الصمود فى أول اختبار، متجاهلاً الجماهير التى تدعمك فى كل خطوة لك مع الزمالك.
أتوقع أزمة جديدة بين ميدو ومرتضى منصور، فالأخير أعلن توقيع عقوبة على ميدو بسبب إعلانه الاستقالة عبر «تويتر» وعدم الحديث مع أى فرد من مجلس الإدارة، وفى حالة التزم الرئيس بذلك فسيكون موقف ميدو محرجاً، وإن لم ينفذها فكيف سيكون تصرفه وطريقة تعامله مع الجهاز الفنى؟.
ميدو الذى سبق وهرب من الزمالك عام 1999 للانتقال إلى جنت البلجيكى، كاد يهرب مجدداً بسبب الضغوط ولم يتعلم شيئاً من ملهمه الأول سواء فى الملعب أو فى التدريب حسام حسن الذى تحمل ما لا يطاق خلال وجوده فى الزمالك، أتمنى أن يراجع نفسه وأن يكف عن تصرفاته المتسرعة التى حطمت مستقبله كلاعب.
وبالعودة إلى الموضوع الذى كنت أرغب فى الحديث فيه، فإن ميدو يملك حالياً الفرصة لعمل نفس معادلة دييجو سيميونى الذى كوّن فريقاً شاباً بمجموعة من لاعبى الوسط فى أوروبا وصنع منهم نجوماً يلعبون كرة قدم جماعية قهروا بها تفوق برشلونة، وحطموا كبرياء جوزيه مورينيو مع تشيلسى.
فالفريق الثانى للعاصمة الإسبانية كان يعانى قبل أربع سنوات فى جدول ترتيب الدورى، لكنه نجح فى التعاقد مع لاعبين على أعلى مستوى أمثال فالكاو من كولومبيا ودييجو كوستا صاحب الأصول البرازيلية الذى بات بعد تجربة أتلتيكو الهداف الرئيسى للمنتخب الإسبانى.
تجربة أتلتيكو قامت على المدرب دييجو سيميونى الذى كان لاعباً بالفريق ليتولى تدريبه وينجح فى هذه الطفرة، ورغم أن ميدو مر بالتجربة نفسها وكاد يدمرها باستقالته، أتمنى أن يواصل التجربة ليكون لدينا دييجو سيميونى المصرى الذى يمتلك كل إمكانيات القيام بتلك التجربة فى حال حافظ على هدوئه وعقلية المدرب المحترف التى فرضها منذ توليه الإدارة البيضاء.