الماضى والمستقبل فى أذهاننا فقط، أما الحاضر فهو معيش وتستطيع تغييره أو محاولة تغييره، فإذا استسلمت للماضى لكى تدفعه إلى باحة المستقبل فإنك قطعاً ستصطدم بحائط واقعى، فليس الزمان مثل الزمان، ولم يعد المكان نفس المكان، فالأمكنة لا تستعيد الخبيث أو الطيب، فكلاهما رحل مع ساعة حدوثه وتضاءلت تداعياته بمرور الزمن، هكذا شفيق رحل عنا إلى منفاه الاختيارى، وكلما أطل علينا كان حضوره سلبياً بامتياز، فكلما بحث عن الأمكنة القديمة واجهه الزمان الجديد بكل قوة، لكنها السيولة الشفيقية تأبى أن تتركنا وحالنا، فوكلاؤه حاضرون اليوم بقوة عبر صناديق سوداء ومنابر أحادية صفراء، ولم نكن نظن أنه سيجد طريقاً إلى حملة المشير، فتاريخ سابق للشفيق مع حاضر يونيو وتصريحات التهويمات وتسريبات الشبكات، أغلق جميع الطرق إلى النظام الجديد، وفيما يبدو أن الظلال الشفيقية وجدت مبتغاها فى الظهور الواضح الصريح فى ظل عصر النهضة الفلولى الذى بات واضحاً بما يكفى ليصدّر وجوهاً كثيرة إلى حملة مرشح الضرورة، رجال الشفيق وُجدوا فى الحملة وحصلوا على مواقع نافذة لا نعلم بالطبع برضا من!! فالحملة هجين تجمع بين المتناقضات والمتضادات، ونسأل اليوم عمن يعزف النغمة فنجد النتيجة بالطبع دالة فى صورة المشير مع شوبير ومرتضى!!
مروان يونس ومحمود فراج وتامر وجيه، جميعهم رجال حملة شفيق وقيادات فى حزبه المسمى بـ«الحركة الوطنية»، الأول من المترددين بقوة على الفريق الهارب فى أبوظبى، تامر وجيه هو المدير التنفيذى لحملة المشير السيسى الانتخابية، ومحمود فراج هو مسئول جمع التوكيلات، ومروان يونس يعمل أيضاً فى المكتب التنفيذى للحملة، هذه مراكز مؤثرة فى فريق المشير الانتخابى، بالتأكيد صنعت وتصنع صراعاً فى مواجهة القوى الثورية المعبر عنها فى لجنة الشباب التى يديرها حازم عبدالعظيم ومحمود بدر وطارق الخولى وآخرين، الحضور الشفيقى ليس ببعيد عن القرار داخل حملة السيسى، والغاضبون داخل الحملة كثر، فالأحوال والظروف التى أغضبت بعضاً من أعضاء اللجنة الاستشارية صارت ملمحاً فى أداء الحملة، فالحضور الغريب لبعض الوجوه فى الحملة استدعى الإعلاميين ليسألوا المشير بوضوح عن رجال الأنظمة السابقة، فكان رده «مجموعات المصالح فى الأنظمة السابقة هم فى النهاية مصريون ويجب استدعاء قوى الخير الموجودة فيهم وليس قوى الشر». وهنا أذكره وحملته بأن بعضاً من هؤلاء المصريين أرادوا بالوطن شراً حتى تستديم مصالحهم، فحتى بعد ثورة ودماء رغبوا أن يأتوا بالفاشل رئيساً فكانت النتيجة أن يحكمنا المختل المظلم!
هناك شمعة نريد إضاءتها فلا يمكن أن نبدأ بالبداية الخطأ مع توجيه ووعد بالتصويب وتعهد بعدم دفع الفواتير، المسارات واضحة والنظريات لا تخطئ، الحملة عنوان للحكم، والبطانة تتشكل مثل العادة فتصبح بمرور الوقت مثل عمود الخيمة لا يمكن الاستغناء عنه ولا يستطاع التخلص منه، رجال شفيق ماذا يفعلون فى حملة المصريين الذين اختاروك ويرونك المخلص لهم من المظلمين؟ يا مشير، انظر حولك ولا تدفع إلينا بوجوه تعلمت دائماً العبادة فى القصور ليس للمولى عز وجل ولكن للحاكم مهما كان لونه أو رسمه أو جماعته أو دينه أو لونه، هم يتبركون بالكرسى ويقيمون طقوس المصلحة وينفخون فى بخار النفاق لكى تظل مصر لهم وحدهم!!
كلمة أخيرة: عديمو الكفاءة حاضرون بقوة فى حملة المشير.. إنها لعنة أى نظام جديد ندعو الله ألا تصيب مؤسسة الحكم المقبلة!