لدواعي الستر.. توزيع الصدقات ليلا ودون تصوير
أحد متطوعى مؤسسة «بالعربى إنسان»
تسليط الضوء على العمل الخيرى، ومراعاة الشفافية فى توزيع الصدقات، لا يتعارض مع مبدأ الستر، ولا يعنى فضح أصحاب الحاجات بصورة فوتوغرافية أو فعل، ولهذا اختارت مؤسسة «بالعربى إنسان» توزيع شنط رمضان ومختلف الصدقات ليلاً.
تحكى هبة راجى، رئيس مجلس أمناء المؤسسة، عن التجربة التى لم تكن سهلة: «أسهل طريقة فى توزيع الصدقات استقبال المستحقين فى مقر المؤسسة أو أن نوجد فى مسجد ما، وتتوافد علينا الأسر، لكننا قررنا الذهاب إليهم للتسهيل عليهم، ولمنع التجمعات فى ظل انتشار فيروس كورونا».
أما الأصعب من ذلك، فى رأى «هبة»، التوزيع ليلاً، لكنه الأفضل: «أسر عديدة متعففة تشعر بالحرج من أخذ الصدقات على مرأى من الجميع، ومعايرة الجيران لها أحياناً، لذلك قررنا التوزيع ليلاً، وصعوبته تتمثل فى السير لمسافات طويلة فى طرق بلا أعمدة إنارة وغير ممهدة، وبأحمال ثقيلة، فشنطة رمضان تزن ٢٠ كيلوجراماً، فما بالك بتوزيع المئات».
تعيب على القائمين على بعض الجمعيات، الذين يصرون على تصوير الحالات تحت زعم أخذ موافقتها: «ليس عدلاً تخيير الفقير بين تصويره أثناء تلقى المساعدة وعدم الانتفاع بها، فحتماً سيقبل رغماً عنه، وربما يشعر أولاده بالذل بين أطفال المنطقة، أو تنتشر الصورة على مواقع التواصل الاجتماعى ويساء استغلالها، ما يحيد عن الهدف من العمل الخيرى، وهو تقديم المساعدة ونشر السعادة والإخاء بين الناس».
ولاستمرار العمل الخيرى وتشجيع الناس على التبرع وطمأنتهم بذهاب أموالهم لمستحقيها، تلجأ «بالعربى إنسان»، لتصوير المتطوعين أثناء التوزيع دون المستفيدين، أو التصوير من بعيد، لعدم إمكانية التحقق من وجوه الموجودين: «نضطر أحياناً للتصوير من سطوح بيت، بحيث يظهر أسفله المواطنون أثناء تلقى المساعدات، دون إمكانية التعرف على هويتهم».