دراما الواقع.. "سلطانة المعز": الأبناء يرثون تجارة الأجداد في الشارع الأثري
"لو طلعنا بره نموت"
الحاج سيد غانم
فى شارع المعز لدين الله الفاطمى ولدت حكايات وخلدت ذكريات لا تمحى من أذهان أصحابها، جعلت ارتباطهم وثيقاً بالمكان، يقتاتون منه الرزق، ويورثه الأجداد للأحفاد، دون أن يشذ أحدهم أو تطأ قدماه خارج الشارع الممتد من باب زويلة جنوباً وحتى باب الفتوح شمالاً.
عربة «كبدة» بسيطة فى الشارع جلبت رزقاً وفيراً لصاحبها، ومكنته من امتلاك محلات وعقارات وأنشطة تجارية فى «المعز»، الإرث الذى انتقل إلى «سلطانة» وشقيقها، فى مسلسل «سلطانة المعز»، الذى يعرض فى الموسم الرمضانى الحالى.
«سلطانة»، التى تجسّد شخصيتها الفنانة غادة عبدالرازق، امرأة قوية، جدعة ومتعلمة، لكنها اختارت أن تكمل طريق والدها وتدير تجارته، النهج الذى سلكه معظم تجار «المعز» القدامى، الذين تجمعهم علاقات طيبة ببعضهم، ويقفون سنداً لبعضهم فى الشدائد، ولا يعنى ذلك خلو المكان من الصراعات والأحقاد التى تظهر فى كل زمان.
منذ ١٩٤٢ يوجد مطعم شهير بالمأكولات البحرية فى شارع المعز، أنشأه الحاج سيد غانم، وورّثه لابنه وحفيده، ورغم تقدمه فى العمر لا يزال حريصاً على الوجود فى المكان، الذى لم يفكر فى الخروج منه أو افتتاح فروع بمناطق أخرى.
«جدى قال خدوا شهادات براحتكم، لكن الشغل هيبقى هنا فى المطعم»، يقولها «عادل»، الحفيد الوحيد لسيد غانم، الذى تخرج فى كلية الحقوق، لكنه فضل العمل فى مهنة أبيه وجده، وسيورثها لأبنائه، ولا يختلف حاله عن معظم أحفاد وأبناء تجار الشارع: «كل المطاعم والمحلات يديرها أولادها وأحفادها، صعب نسيب المكان، الشغل هنا مهما كان صعب أفضل من غيره بكتير، لو فكرنا نخرج من المعز نموت».
لا ينكر «عادل» التغيير الذى طرأ على شارع المعز، خاصة بعد أن بدأ بعض تجار «الألومونيا» يرحلون عنه، ويقتصر المكان على البازارات والمطاعم: «روح الشارع اتغيرت عن زمان».
محل «كبدة وسجق» صغير كان بمثابة فاتحة خير على صاحبه محمود عبدالحليم، ومن بعده ابنه «حسن»، الذى لا يزال محتفظاً بالمحل الصغير، ويعتبره من «الآثار»، رغم التوسع الكبير فى النشاط التجارى: «عندنا حالياً كل أنواع السندوتشات والأكلات الشعبية».
عشق الابن تجارة والده منذ الصغر، وفى نفس الوقت أكمل تعليمه وحصل على بكالوريوس إدارة أعمال: «من صغرى غاوى أعمل اختراعات فى الأكل والشرب، وكنت مصمم أكمل تجارة أبويا».
«سوق اللمون»، هو الاسم القديم لـ«المعز»، بحسب «حسن»، لوجود باعة الليمون والزيتون به، الأمر الذى لم يعد موجوداً، واكتسب الشارع شهرة واسعة عادت على أصحابه بالخير: «أى حد عنده محل هنا مستحيل يسيبه، ومش شرط للأكل والشرب، فى كل الأنشطة التجارية».