في ذكراه.. قصة "أثناسيوس الرسولي" الوثني الذي صار البابا الـ20 للكنيسة
غلاف كتاب السنكسار
يحتفل الأقباط الأرثوذكس، اليوم الجمعة، بحسب "السنكسار الكنسي"، بذكرى وفاة البابا أثناسيوس الرسولي البطريرك الـ20 للكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
"والسنكسار" هو كتاب يحوي سير القديسين والشهداء وتذكارات الأعياد، وأيام الصوم، مرتبة حسب أيام السنة، ويُقرأ منه في الصلوات اليومية.
فحسب التقويم القبطي، يوافق اليوم الجمعة، 7 من شهر بشنس لعام 1736 قبطي، ويدون "السنكسار"، أنه في مثل هذا اليوم عام 373 ميلادي، توفي البابا أثناسيوس الرسولي البطريرك الـ20 للكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
وبحسب السنكسار، فقد ولد هذا البطريرك من أبوين وثنيين نحو سنتي 295 و298 ميلادي، وتعمد على يد البابا الكسندروس الذي علمه أصول الدين المسيحي ورسمه شماسا وجعله سكرتيرا خاصا له واختير للبطريركية في 5 مايو 328 ميلادي بعد وفاة البابا الكسندروس الذي أوصى الأخير بانتخاب أثناسيوس شماسه الذي انفرد مع القديس أنطونيوس أب الرهبان واخذ منه النسك والذي ظهر نبوغه في فضح أريوس في المجمع المسكوني.
ويذكر السنكسار، أن أثناسيوس بعد وفاة البابا اختفي في الجبال -لاعتقاده بعدم أهليته لهذا المركز الخطير- فسعى الشعب وراءه إلى أن عثر عليه وأحضره إلى الأساقفة فرسموه بابا سنة 328 ميلادي، وبعد أن صار بابا رسم لأثيوبيا أول مطران لها هو الأنبا سلامة، وقد نفي البابا عن كرسيه خمس مرات منها مرة إلى فرنسا بعد أن اتهم البابا بـ: "التأمر على الحكومة وقتل أسقف واستخدام السحر واغتصاب راهبة".
ويشير السنكسار إلى أن هذا البابا هو أول من لبس زي الرهبنة من يد القديس أنطونيوس وجعله زيا لكل البطاركة والأساقفة وهو الذي رسم القديس أنطونيوس قسًا فقمصًا وتوفي بعد أن قضي علي الكرسي المرقسي خمسا وأربعين سنة.
ويستخدم "السنكسار" التقويم القبطي والشهور القبطية "ثلاثة عشر شهرًا"، وكل شهر فيها 30 يومًا، والشهر الأخير المكمل هو نسيء يُطلق عليه الشهر الصغير، والتقويم القبطي هو تقويم نجمي يتبع دورة نجم الشعري اليمانية التي تبدأ من يوم 12 سبتمبر.
و"السنكسار"، بحسب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مثله مثل الكتاب المقدس لا يخفي عيوب البعض، ويذكر ضعفات أو خطايا البعض الآخر، وذلك بهدف معرفة حروب الشيطان، وكيفية الانتصار عليها، ولأخذ العبرة والمثل من الحوادث السابقة على مدى التاريخ.