متخصصون عن فقدان البصر المفاجئ: حدوثه نادر بالعينين ويجب إسعافه سريعا
أطباء عيون: الفقدان يحدث مع ضغط الدم المرتفع بصورة كبيرة
الدكتور إيهاب سعد عثمان
ضجة كبيرة، أثارها خبر إصابة الدكتور محمود سامي قنبير، أحد أطباء مستشفى عزل بلطم، بفقدان بصره، والتي أرجعت التقارير السبب في ذلك إلى حدوث جلطة في شريان العين، ما أدى إلى فقدان البصر.
ويوضح أطباء عيون مدى إمكانية حدوث ذلك، والأسباب التي قد تصل بالمريض إلى هذا الحد الذي يفقد فيه بصره بلا رجعة.
يقول الدكتور جمال المشد، استشاري أمراض العيون، إن فقدان البصر المفاجئ يكون نتيجة جلطة في الوريد أو في الشريان، وهو ما قد يحدث مع ضغط الدم المرتفع بصورة كبيرة.
وأوضح أن أسباب هذه الجلطات كثيرة جدًا، وحدوثها في شريان العين الرئيسي تفقد المريض البصر تمامًا، ومن الصعب جدًا إنقاذه، أما بالنسبة لجلطة الوريد فيمكن إنقاذها، واستمرار هذه الجلطة يؤدي إلى ضمور في العصب البصري، مشيرًا إلى أن هذا الأمر يحدث في عين واحدة فقط: "لم نسمع أبدًا عن انسداد شريان في العينين مرة واحدة، وحدوث ذلك قد يكون فقط بسبب جلطة في المخ وليس في العين".
ويضيف "المشد": هذا الأمر إن لم يكن مرتبطًا بحادث حالي، فمن الممكن أن يكون مرتبطًا بتصلب شرايين أو ضغط دم لمدة طويلة، أو دهون ثلاثية متراكمة، وهي كلها أمور ترجع في علاجها إلى أطباء الباطنة، مشيرًا إلى أهمية الفحص العادي على الدهون الثلاثية والكوليسترول ومتابعة ضغط الدم والسكر وعلاج تصلب الشرايين إن كان موجودًا: "هي كلها أمور وقائية، ولكن بالنسبة للعين نفسها لا يوجد شيء يمكن متابعته بها".
ويقول الدكتور إيهاب سعد عثمان، أستاذ طب وجراحة العيون بجامعة القاهرة، إن الجلطات التي تصيب العين نادرًا ما تحدث في العينين مرة واحدة، وحدوثها يكون نتيجة معاناة المريض من مشكلات في القلب، كأن يكون عليه ترسبات تتسبب في حدوث جلطات مع الإهمال في العلاج، وهذه الجلطات قد تكون في العين، وقد تكون في المخ، أو القلب، معبرًا بقوله: "الدكتور محمود كان لديه سبب قوي لوجود جلطات في القلب، ولحظه السيئ أثرت على الشريان الرئيسي للعين".
ويضيف "عثمان": مشكلات البصر قد تكن عضوية وقد تكون نفسية، فالضغط النفسي مثلًا قد يجعل صاحبه يعتقد نفسيًا أنه لا يرى، بينما في الحقيقة هو يرى ولكن يتخيل له ذلك، وهناك كذلك العمى المؤقت الذي يحدث لعدة أسباب، منها الصداع النصفي وارتفاع ضغط العين في بعض أنواع المياه الزرقاء، والارتفاع المفاجئ في ضغط الدم، وهذا العمى المؤقت لا تزيد مدته عن دقائق وقد يستمر لثوان معدودة.
وأوضح أن الأزمة ليست في ضغط العمل، ولكنها في المشكلات العادية المصاحبة لهذا الأمر، كأن يكون المريض يعاني من ارتفاع في ضغط الدم، أو يعاني من السكري، أو أنه يدخن، فهذه الأمور كلها قد تعرض صاحبها للخطر، خاصة أن جلطة العين يجب أن يتم إسعافها بأسرع وقت ممكن، وإن لم يتم ذلك قد يفقد المريض بصره.