سائقون يتحدثون عن قرار وقف النقل الجماعي في العيد: صعب علينا
أمين اللجنة النقابية بالقاهرة للسائقين: قرار ضروري
سيد جمعة
ما بين الترحيب والصدمة، استقبل السائقون قرارات المهندس مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والتي كان من ضمنها وقف النقل الجماعي بصورة كاملة خلال أسبوع العيد، ما سيؤثر سلبًا بصورة كبيرة على دخل هذه الفئة، الأمر الذي تراه النقابة أمرًا ضروريًا للحد من انتشار الفيروس.
في البداية يقول عادل بركات، سائق ميكروباص في منطقة صفط اللبن، إن قرار إيقاف النقل الجماعي خلال أسبوع العيد سيؤثر عليه سلبًا بصورة كبيرة، لا سيما في ظل قلة عدد ساعات العمل طيلة الفترة الماضية، الأمر الذي أثّر على دخله بصورة كبيرة، وهو ما عبر عنه قائلًا: "مش عارف هعمل إيه، القرار زي ما هم عايزين، وغصب عني هقعد في البيت زي ما الناس قاعدة، الموضوع بقى قف حال للجميع، والمشكلة إن كده كده الحركة مش شغالة، الواحد بقى يعمل دور ولا دورين وبيقول أهو مصروف البيت، بس بالقرار ده هيتمنع حتى مصروف البيت، وبكده اتقفل علينا باب الرزق خالص، والمشكلة فيه إيجارات وتأمينات وسرفيس وكل ده هتدفعه غصب عنك".
يمتلك "عادل" السيارة التي يعمل عليها، وهو ما كان يهون عليه بعض الشيء خلال الفترة الماضية، بعكس غيره من السائقين من غير أصحاب السيارات، ليعبر عن ذلك بقوله: "العربية ملكي وده من فضل ربنا عليا، لكن فيه سواقين مش لاقيين عربية يشتغلوا عليها، وأكل عيشهم اتقطع لإن كل صاحب عربية بيقول اركب عربيتي اعمل لي دورين وخلاص".
وأضاف: "الواحد في الأيام دي لو حمل دور واتأخر عن ميعاد الحظر 10 دقايق بيتبهدل وبيقعدوني جنبهم لحد الساعة 6 الصبح، فطبعا لما يقفلوا الدنيا خالص مش هينفع نغامر ونطلع نشتغل، مش هضيع عربيتي وهقعد في بيتي بكرامتي وسط عيالي وربنا هو الرازق".
ويقول طارق هشام، سائق ميكروباص على خط "بيجام - أحمد حلمي"، إن هذا القرار يعد بمثابة "وقف الحال" بالنسبة له، وهو ما يعاني منه مع كثيرين غيره من السائقين منذ بداية أزمة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، وعبر عن ذلك بقوله: "الدنيا أساسًا واقفة، الواحد بيطلع يعمل 3 أو 4 رحلات في اليوم بالعافية، وإنهم يوقفوا النقل الجماعي أسبوع كامل ده هيبقى صعب علينا جدًا".
لدى "طارق" أسرة صغيرة، مكونة من زوجة وطفل، وهو أكثر ما يشغل باله بعدما علم بقرار وقف وسائل النقل الجماعي، ولا يعلم كيف ستسير الأمور خلال هذا الأسبوع، الأمر الذي دفعه إلى التفكير إلى العودة مرة أخرى إلى صنعته التي هجرها منذ وقت طويل: "أنا معايا صنعة هرجع لها تاني، أنا صنايعي حداد مسلح، ولو الدنيا وقفت أكتر من كده مش هينفع أقعد، لأنهم حتى لما قالوا فيه 500 جنيه للأرزقية وقدمت مجاتش، والمشكلة إن الواحد صاحب بيت وصاحب عيال، لو كنت بطولي كان يبقى عادي، إنما المشكلة في عيال وإيجار وأكل وشرب، وكل دي مصاريف".
ويقول سيد جمعة، أمين عام اللجنة النقابية لجنوب القاهرة التابعة لنقابة السائقين، إن هذا القرار، رغم صعوبته، إلا أنه ضروري للغاية وكان لابد من اتخاذه، خاصة مع التزايد المستمر في عدد الإصابات، فضلًا عن احتماليات التزاحم الشديد المتوقعة في أيام العيد، "لازم يخف الضغط ويخف التزاحم لإن الموضوع عمال يزيد".
هناك إجراءات اتخذتها النقابة في محاولة للتخفيف عن السائقين وطأة هذه الأزمة التي يعيشونها، بحد قول "سيد": "النقابة العامة للنقل البري عاملة صندوق فيه 5 مليون جنيه مخصص كإعانات للسائقين، وأعلنا إن اللي يحس إنه تضرر من اللي حصل يقدم طلب ويحصل على الإعانة كنوع من المساعدة".