تجرية الصين.. الوعي الشعبي مفتاح الانتصار في بؤرة كورونا
سفير الصين بالقاهرة: "التضحية بالأسرة الصغيرة من أجل الأسرة الكبيرة"
مدينة ووهان .. صورة أرشيفية
مع بدء اكتشاف أول حالات فيروس كورونا المستجد في مدينة ووهان، تحركت الحكومة الصينية، على الفور، لمواجهة الفيروس بمختلف الإجراءات العلمية، إلا أن مراقبون يؤكدون أن الالتزام الشعبي بإجراءات الوقاية من الفيروس الناتج عن الوعي، كان العلامة الفارقة في السيطرة على الفيروس.
الوعي الشعبي أخذ مسارين متوازيين، الأول يتعلق بالالتزام بكل إجراءات الوقاية من الفيروس، والثاني الدعم الشعبي المتبادل بين المواطنين للشد من أزر بعضهم البعض في مواجهة الفيروس.
إعلامية صينية: أولينا اهتماما بتوعية الجماهير بأهمية الإجراءات الوقائية
في هذا السياق، تقول الإعلامية الصينية فيحاء وانج، في اتصال هاتفي، لـ"الوطن"، إنه وفقا للتحقيقات العلمية كانت الصين أول دولة أعلنت اكتشاف إصابات بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، وبدأت الدراسات والبحوث حوله.
وأضافت: "ومن أجل السيطرة على انتشار الوباء في أسرع وقت ممكن، أولت الصين، اهتماما بالغا بتوعية الجماهير بأهمية الإجراءات الوقائية، وإصدار المعلومات الصحيحة بشكل شفاف ومفتوح، حيث كانت تصدر بيانات يومية منظمة حول أعداد الإصابات والوفيات".
وقالت "وانج": "استخدمنا جميع الوسائل وأحدثها، مثل الروبوتات والذكاء الاصطناعي وكاميرات الأشعة فوق البنفسجية وتكنولوجيا التعرف على الوجوه والطائرات المسيرة، من أجل الوقاية من الفيروس واحتوائه، وأصبح بوسع الناس وهم في منازلهم بواسطة تطبيق على الهاتف المحمول معرفة آخر تطورات الوضع الوبائي وخريطة انتشار الفيروس، ما ساعد على الحد من السفر والتنقل وخفض مستوى القلق والتوتر".
وقالت الإعلامية الصينية: "في الوقت الراهن، يعاني العالم كله من هذا الوباء، ويتساءل الكثيرون عن سبب انتصار الصين، على الفيروس خلال وقت قصير، لكن سرعة الصين وحجمها وفاعليتها وغيرها من مزايا النظام الاشتراكي هي العنصر الرئيسي لهذا الانتصار، كما قال كبير مستشاري المدير العام لمنظمة الصحة العالمية بروس إلوارد، بعد جولة تفقدية في الصين، في أواخر فبراير الماضي"، مضيفة: "شوارع ووهان فارغة، لكنني أرى أُناساً خلف كل شباك يتعاونون مع الحكومة في مواجهة الوباء، لقد أظهرت الصين قدرة هائلة على العمل الجماعي والتعاون المشترك والوعي".
وقالت "وانج": "وفي الحقيقة، كانت هذه المزايا ترتبط ارتباطا وثيقا بالثقافة الصينية التقليدية، التي يبلغ عمرها أكثر من 5 آلاف سنة، ومن أهم أفكارها وضع الإنسان في المقام الأول، وكان الرئيس الصيني شي جين بينج، قد تكلم عن هذه الفكرة في خطاباته مرارا، ما جسد تمسك الحزب الحاكم في الصين، بمبدأ خدمة مصالح الشعب".
وأكدت الإعلامية الصينية أن "الصينيين عندما يواجهون الأزمات، يغلبون المصلحة العامة على المصالح الشخصية، ويتبادلون الدعم والمساعدة فيما بينهم، وتجلت هذه الثقافة التقليدية بشكل واضح في المعركة ضد الفيروس".
سفير الصين في مصر: خضنا حربا شعبية شاقة.. والوعي المجتمعي مفتاح الانتصار
السفير الصيني في القاهرة لياو لي تشانج، تحدث في حوار سابق لـ"الوطن"، عن تجربة بلاده في مواجهة كورونا، قائلا إن تجربة الصين لمكافحة الوباء تتمثل في عدة نقاط يأتي أهمها المسؤولية الشعبية، مضيفا: "أكد الرئيس الصيني شي جين بينج، أن مفتاح انتصار الصين في مكافحة الوباء يكمن في الشعب الصيني، فقد استجاب 1.4 مليار صيني، لإجراءات الوقاية والسيطرة الحكومية، وقدموا إسهامات هائلة لتحقيق هذه الغاية، كما قدموا تضحيات ضخمة".
ولفت إلى أن هناك مقولة تقليدية يؤمن بها الشعب الصيني وهي "التضحية بالأسرة الصغيرة من أجل الأسرة الكبيرة"، ما يعني التخلي عن المصالح الفردية من أجل المصالح الجماعية طويلة الأجل".
وشدد السفير الصيني في مصر، على أن الوقائع أثبتت أن مفتاح مكافحة الصين لهذا الوباء يكمن في أن الوعي والالتزام المجتمعي الصارم بإجراءات الوقاية كان حقيقة مفتاح الانتصار على الفيروس.
مديرة الحجر الصحي في ووهان: الصينيون قاطعوا الاحتفالات والتجمعات
بدورها، قالت مديرة الحجر الصحي في ووهان زنج شيانجينح، في تصريحات سابقة لـ"الوطن"، إن الجميع حرموا من الاحتفالات والتجمعات خضوعاً لإجراءات العزل في المنازل والحظر الذي فرضته الحكومة في ووهان، لكن بالنظر إلى شدة إحكام تنفيذ القرارات كانت النتيجة مبهرة، وخطوة بخطوة بدأت تقل حالات الإصابة وتزداد نسب الشفاء، ومن هنا تغيرت الحالة النفسية للأفراد وبدأت تأخذ منحنى آخر يتجه نحو الإيجابية والأمل في الخروج من الأزمة والثقة في القيادات.
وأضافت: "كان لتعاون الشعب عظيم الأثر في تخطي الأزمة، فالأهم من وضع الخطة وإصدار القرار هو التنفيذ على الوجه الصحيح حتى تخرج لنا النتيجة المطلوبة".
ولفتت المسؤئولة الطبية الصينية، إلى الدور الذي قامت به المدن الأخرى في مساعدة ووهان، فضلا عن مساعدة الصينيين للوافدين ودعمهم لمواجهة الفيروس.