مفتي القدس في حوار لـ"الوطن": القانون الدولي يتيح لنا الدفاع عن حقوقنا
الصلاة في المسجد الأقصى ستعود بعد عيد الفطر.. مع إجراءات ضد كورونا
الشيخ محمد حسين
لحظات فارقة في القضة الفلسطينية يعيشها الشعب الذي يعاني من الاحتلال الإسرائيلي، على مر عقود طويلة انقضت فيها "تل أبيب" على الحقوق الفلسطينية، ولعل تكتمل تلك الممارسات هذه الأيام، بسعي الاحتلال بضم أجزاء من الضفة الغربية.
ويقول المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، في حوار لـ"الوطن"، إن الاحتلال الإسرائيلي يحاول ويستغل كل الظروف وكل الأوقات، وكل الأحوال للضم والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية.. وإلى نص الحوار:
-ما الموقف الفلسطيني الحالي من المساعي الإسرائيلية لضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة؟
أريد أن أقول بأن الموقف الفلسطيني واضح، سواء كان على مستوى القيادة الفلسطينية أو على مستوى الشعب الفلسطينية بكل مكوناته، فالطفل لدينا يرفض ضم الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، ويرفض تجاوز حقوقنا سواء من الاحتلال الإسرائيلي أو غيره من الدول الداعمة لهذا الاحتلال وفي مقدمتها رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي الموقف الفلسطيني واضح سواء على مستوى القيادة.
ورفض الرئيس محمود عباس أبو مازن في خطابه ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وشمال البحر الميت وغور الأردن، ولو حتى كان لسنتيمتر واحد من الأراضي الفلسطينية، وهذا الموقف لابد أن يكون موقف كل عربي وكل مسلم وكل حر في هذا العالم لأن هذا موقف ظلم تاريخي يقع على الشعب الفلسطيني وآن الآوان لرفض هذا الظلم التاريخي على شعبنا.
-هل من الممكن أن سنشهد تصعيدًا أو انتفاضة ثالثة إذا أُتخذ قرار الضم؟
الفلسطينيون يطالبون بحقوقهم، والفلسطينيون بموجب القانون الدولي الشعب الذي تُحتل أرضه من حقه أن يدافع عن هذه الأرض بكافة الوسائل المشروعة وبكل الوسائل المتاحة التي يضمنها له القانون الدولي.
-كيف يجب أن تتحرك السلطة الفلسطينة في المرحلة المقبلة تجاه مساعي الضم؟
واضح أن حركة السلطة الوطنية الفلسطينية كانت واضحة من خلال كلمة الرئيس محمود عباس واجتماع القيادة وبالتأكيد القيادة دائمًا تتحرك في كل الاتجاهات السياسية والدبلوماسية، وبالتالي آن الأوان لكل المؤازرين والمؤيدين لحقوق الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية أن يكونوا بجانب القيادة السياسية والشعب الفلسطيني لتحقيق أهدافه بالحرية والاستقلال والمحافظة على كافة حقوقه وثوابته في الأرض الفلسطينية.
-أليس هذا أوان تحقيق المصالحة الفلسطينية؟
أنا أعتقد أن هذه المرحلة هي مرحلة توحيد الصف الفلسطيني، وبالتالي هذا الانقسام لا يجوز أن يستمر وبخاصة الوقت الذي تتعرض فيه القضية الفلسطينية والأرض الفلسطينية لهذه الهجمة وتنفيذ الخطة الأمريكية التي طرحتها الولايات المتحدة الأمريكية وهي في مجملها عبارة عن صفقة إسرائيلية مغلفة بغلاف أمريكي.
-هل يضع الاحتلال في اعتباره عنده استيلائه على الأراضي الفلسطينية الأماكن المقدسة؟
بالطبع يسعى الاحتلال إلى ذلك، ففي الخليل يوجد المسجد الإبراهيمي، والقدس حيث المسجد الأقصى المبارك، ونحن نريد لكل هذه الأماكن أن تكون أماكن دينية بالأرض الفلسطينية والمدن الفلسطينية والقدس الفلسطينية العربية الإسلامية التي تحتوي المقدسات الإسلامية والمسيحية على حد سواء، فنحن نريد القدس هكذا.
-وكيف استغل الاحتلال الإسرائيلي أزمة انتشار كورونا في تحقيق مصالحه؟
من المعروف أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول أو يستغل كل الظروف وكل الأوقات وكل الأحوال للضم والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية وذلك من خلال شق الشوارع الاستيطانية والاعتداء على الأرض الفلسطينية والآن محاولة ضم المستوطنات والأغوار إلى الكيان الإسرائيلي، وهذا كله عدوان على الشعب الفلسطيني والأرض الفلسطينية التي يتطلع أبناءها للمحافظة عليها وسيستمر إن شاء الله في المحافظة عليها رغم كل الظروف ورغم كل الأحوار ورغم محاولات الاحتلال الرامية للاستيلاء على الأراضي الفلسطيني.
-وهل ستعود الصلاة إلى المسجد الأقصى المبارك قريبًا بعد تعليقها؟
ستعود الصلاة إلى المسجد الأقصى المبارك بعد عيد الفطر، وذلك بعد أن تم تعليقها من قبل إدارة الأوقاف والمسؤولة عن الأقصى المبارك، وجاء ذلك بالطبع بسبب ظروف انتشار فيروس كورونا المستجد، والآن الوباء ينحسر وستعود الصلاة إلى المسجد الأقصى المبارك وسيفتح أمام المصلين وستكون هناك إجراءات للوقاية والسلامة ستضعها دائرة الأوقاف الإسلامية للمحافظة على المسجد والمحافظة على المصلين في المسجد الأقصى.
-وما رسالتك للوطن العربي في هذه الأيام؟
نحن في عيد الفطر السعيد، أنتهز هذه الفرصة لتهنئة كل المسلمين وكل العرب بهذا العيد السعيد ونرجو الله ان يعود علينا بكل الخير وكل اليمن والبركات.