"كورونا" يقلب الموازين في موقف "المنيب" قبل العيد
"محمود": سيارات كثيرة لكل المحافظات لكن دون مسافرين
موقف المنيب
بدا موقف سيارات "المنيب" كغير عادته قبل حلول أيام عيد الفطر المبارك، إذ كان لانتشار فيروس "كورونا" تأثير كبير على تنقل المواطنين بين المحافظات، حيث تراصت الميكروباصات في جميع أرجاء الموقف، سواء خط النقل القبلي أو البحري، بجوار بعضهما البعض، دون وجود للمسافرين، الذين اعتادوا الذهاب إليه فى مثل هذه الأيام، ليسافروا إلى مسقط رأسهم، لقضاء العيد مع ذويهم، باعتباره موسم ينتظره المسافرين والسائقين أيضا، وليس ذلك فقط بل قرر رئيس مجلس الوزراء تطبيق الحظر الكامل على حركة وسائل النقل الجماعي طوال أسبوع العيد، مما دفع السائقين إلى قضاء العيد مع أسرهم لأول مرة منذ بداية عملهم في الموقف.
"كل سنة بيبقى فيه زحمة مواطنين ونقص عربيات، لكن السنة دى الصورة اتقلبت، وكله بسبب كورونا"، بهذه الكلمات بدأ حسين ربيع، 43 عاما، سائق ميكروباص، خط "المنيب – المنيا"، حديثه عن هدوء حركة المواطنين داخل الموقف، وقال: "بقالي سنين شغال هنا في الموقف وعمري ما شوفت موسم العيد بالشكل ده، كنا بنستناه من السنة للسنة"، مضيفا أنه يظل داخل الموقف 4 أيام حتى يحمل دور واحد داخل ميكروباصه، ونفس الوضع عند العودة من موقف المنيا، ويواصل قائلا: "الأيام دى السنين إللى فاتت كنت بحمل مرتين تلاتة فى اليوم، لكن دلوقتى مش عارف أحمل مرة واحدة".
وأشار "ربيع" إلى أنه اعتاد على قضاء أيام العيد على الطريق، وتابع: "كنت باروح لعيالي ثالث أيام العيد، وأعود للشغل لحد بعد العيد". وأوضح أن أجرة السنة الماضية كانت 65 جنيها، بينما سجلت هذا العام 80 جنيها، ويجب أن تكون أخر طلعة للسيارة يوم السبت العصر، حتى يتمكن من الذهاب قبل الحظر.
على بعد خطوات قليلة من ربيع، جلس حسني فهمي، 42 عاما، سائق ميكروباص خط "المنيب – بني سويف"، داخل ميكروباصه، كى يحميه من أشعة الشمس الحارقة داخل الموقف، ويقول: "من ساعة تطبيق الحظر وإحنا آخرنا في الموقف الساعة 6 المغرب، وممكن اليوم يخلص من غير ما أحمل نفر واحد"، مضيفا أنه يخشى التحرك بعد موعد الحظر كى لا يتعرض لدفع غرامة والتى تصل إلى 4 آلاف جنيه كما علم من زملائه بالموقف.
وتابع : "مفيش أى حركة هنا والسواقين قاعدين جوه عربياتهم، مستنين الفرج".وتابع "فهمي" أن أجرة الفرد زادت هذا العام 10 جنيهات فقط: "الأجرة كانت العيد إللى فات 30 جنيها، لكن في هذا العيد بقيت 40 جنيها".وأنهى "فهمى" حديثه، بقوله: "أول مرة نقعد فى بيوتنا أسبوع كامل، وخصوصا أسبوع العيد، ربنا معانا".
"إسكندرية إسكندرية".. كررها أحمد بكر، 31 عاما، سائق ميكروباص خط "المنيب – الإسكندرية"، أمام ميكروباصه، أملا فى وجود مسافرين داخل الموقف، ولكنه لم يجد أحد يلبي ندائه، فيقول: "مفروض دوري فى التحميل النهاردة، وشكلى هفضل فى الموقف من غير راكب واحد"، مضيفا أن قرارات الإغلاق التى طبقتها الحكومة على كافة شواطىء ومتنزهات المحافظة، خفض من توجه المسافرين إليها لقضاء أجازة العيد، وأضاف : "إسكندرية كان بيبقى عليها زحام غير أي محافظة تانية، خصوصا في الحر ده والمصايف".
وأوضح "بكر" أن أجرة العام الماضى كانت 60 جنيها، وهذا العام أصبحت 80 جنيها: "الحركة ضعيفة جدا، ومفيش وجه مقارنة بين العيد السنة إللى فاتت والعيد السنة دى".وأنهى "بكر" حديثه، بقوله: "ولادى مبسوطين إنى هقضى معاهم العيد كله في البيت، لكن أنا مش عارف هقضيه إزاى".لم يختلف الوضع كثيرا عند على محمود، 38 عاما، سائق ميكروباص خط "المنيب – سوهاج"، الذى لم يشهد مجىء راكب واحد منذ أمس الأول، على غير عادته في مثل هذه الأيام من كل عام، فيقول: "كل سنة ما كنتش بلاحق على الركاب من كتر الزحمة، لكن دلوقتى الموقف ما فيهوش غير السواقين"، مضيفا أن أجرة الركاب العام الماضي كانت 90 جنيها، وهذا العام أصبحت 110 جنيها للفرد الواحد.
وتابع "محمود" أنه يأمل أن يشهد الموقف إقبالا من قبل المسافرين، كى يحصل على أجر يستطيع أن يقضى به أسبوع العيد داخل المنزل، وقال: "ربنا يكرم اليومين إللى جايين دول حتى لو بحمولة واحدة، عشان نقدر نعيد زي بقيت الناس". أمام ميكروباصات خط "المنيب – بني سويف" وقف محمد أيمن، 24 عاما، برفقة زميله، لكى يسافر إلى مسقط رأسه في بني سويف، لقضاء إجازة العيد مع والديه كما اعتاد منذ سفره إلى القاهرة للعمل بها، ويقول: "متعود أقضى العيد مع أهلى، وما صدقت إن العيد ده فيه حظر عشان أقضيه كله معاهم"، مضيفا أنه تفاجىء عند وصوله إلى الموقف، وشهده فارغا من الركاب: "كل سنة كان يبقى زحمة، ناس كتير ومفيش عربيات، لكن الحمدلله السنة دى الدنيا رايقة".