بين الإصابة ومخالفة القواعد والأزمات.. مسؤولون عالميون في قبضة كورونا
رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ومستشاره دومينيك كامينغز
لم تقتصر تداعيات فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" على الإصابات والوفيات والإضرار باقتصاديات العالم فقط، وإنّما أيضا تسببت في أزمات ومواقف محرجة للعديد من المسؤولين بالعالم.
ورغم خروج المسؤولين لأكثر من مرة للتأكيد على الإجراءات الاحترازية تجاه الجائحة التي أصابت 5.7 مليون إنسان، وأودت بحياة أكثر من 350 ألفا آخرين، إلا أنّهم لم يلتزموا بها، بينهم مستشار رئيس الوزراء البريطاني، دومينيك كامينجز، الذي خرق قواعد العزل بسفره مئات الأميال، وهو يعاني من أعراض الإصابة بكورونا من لندن إلى مدينة دورهام شمال انجلترا في مارس الماضي، لتنتشر عدة دعوات بإقالته.
مخالفة القواعد
بينما في نيوزيلندا، جرى تجريد وزير الصحة النيوزيلندي، ديفيد كلارك، من بعض مسؤولياته بعد انتهاكه إجراءات الإغلاق الصارمة في البلاد، في أبريل الماضي، بسبب اصطحابه أسرته إلى الشاطئ للتنزه، ليرد كلارك بقوله: "لقد كنت أحمقا، أنا أدرك سبب غضب البعض مني".
وهو النهج ذاته، الذي سار عليه رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إذ إنّه رغم تعليماته للمواطنين بعدم الاجتماع مع عائلاتهم في عطلة عيد الفصح بأبريل الماضي، استقبل نتنياهو والرئيس رؤوفين ريفلين أبناءهما للاحتفال، ما أثار انتقادات شديدة على وسائل التواصل الاجتماعي، وعقب ذلك اعتذر نتنياهو في خطاب متلفز، قائلا إنّه كان يجب أن يلتزم بالقواعد بصورة أفضل.
ولم يلتزم الرئيس المكسيكي، أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، بقواعد تجنب مصافحة الآخرين والتباعد الاجتماعي، خلال مارس الماضي، أثناء جولاته الانتخابية.
أزمات بين المسؤولين
ونال وزراء الصحة بالعالم النصيب الأكبر من تداعيات الجائحة، إذ إنّه في أقل من شهر شهدت البرازيل تغييرات كبيرة، ومنتصف الشهر الحالي، أعلن وزير الصحة نيلسون تيش، استقالته من منصبه، ليكون ثاني وزير صحة يستقيل من منصبه في البلاد، بعد خلاف مع الرئيس جايير بولسونارو بسبب تفشي وباء كورونا.
يرجع الخلاف إلى انتقاد تيش قرار بولسونارو بإعادة فتح الأندية الصحية والصالات الرياضية، ومحلات تصفيف الشعر النسائية في ظل الأوضاع الحالية في البرازيل التي تعد واحدة من أسوأ بؤر تفشي الوباء في العالم، وأكد أنّه لم تتم استشارته في ذلك.
عقار هيدروكسي كلوروكين، هو ثاني الخلافات، إذ يضغط بولسونارو، لاستخدامه على نطاق أوسع كعلاج لأعراض الفيروس، وهو ما رفضه تيش بسبب نقص الأدلة العلمية على فاعليته متفقا مع موقف منظمة الصحة العالمية، لذلك وجّه الرئيس البرازيلي انتقادات حادة لوزير الصحة، ووصفه بأنّه شديد التردد خاصة في الضغط لإعادة تحريك عجلة الاقتصاد والدعوة إلى استخدام الأدوية المضادة للملاريا كعلاج لأعراض الفيروس.
وفي منتصف أبريل الماضي، أقال الرئيس البرازيلي وزير الصحة لويز هنريك مانديتا، بسبب خلافات بينهما بشأن إدارة أزمة كورونا، إذ كان بولسونارو انتقد علنا مانديتا؛ لحثه المواطنين على الالتزام بالتباعد الاجتماعي والبقاء في المنازل، واعترض على هذه الإجراءات، بل وقلل من خطورة الفيروس واصفا إياه بأنّه مجرد "إنفلونزا صغيرة".
وفي 15 مايو الحالي، شهد السودان من الجدل بشأن وزير الصحة أكرم علي التوم، عقب تصريحاته التي وصفت بـ"الحادة" في المواقع المحلية، إذ قال إنّه "باختصار، فيروس كورونا ليس له علاج، ولو أصابك ستحصل على بنادول، وإن اختنقت سنعطيك أوكسجين، ولو ضاقت عليك ستموت".
وبعد ذلك، أصدر المجلس السيادي، بيانا أعلن فيه توافق شركاء السلطة على إقالة التوم من منصبه على خلفية تصريحاته، ولكن بعد نحو نصف ساعة جرى حذف البيان، بينما أعلن مجلس الوزراء السوداني في بيانه تجديد الثقة في التوم، مؤكدا استمراره في منصبه، لكن بعد ساعات من ذلك، أعاد المجلس السيادي نشر بيان إقالة التوم، لتشهد البلاد محاولات عدة لإبقائه بمنصبه.
وزراء صحة في قبضة كورونا
ومن الجدل إلى الاشتباه بالإصابة، إذ أعلن وزير الصحة الموريتاني، محمد نذير ولد حامد، أنّه قرر حجر نفسه بشكل طوعي، لتفادي أي اختلاط حتى تثبت عدم إصابته بالفيروس، لاختلاطه بأحد المديرين بوزارة الصحة، وهو زوج إحدى المصابات بكورونا.
ومطلع الشهر الحالي، أعلنت السلطات الأفغانية تشخيص إصابة وزير الصحة، فيروز الدين فيروز، بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، وحجره صحيا في منزله.
وببداية أبريل 2020، أعلنت إصابة وزير صحة الاحتلال الإسرائيلي، يعقوب ليتسمان، وزوجته بفيروس كورونا، إذ باشر عمله من المنزل الذي تحوّل لحجر صحي.
وقبلهم، بنهاية مارس الماضي، في ظل تفشي كورونا بلندن، جرى إعلان إصابة وزير الصحة البريطاني مات هانكوك بكورونا، وعزل نفسه في المنزل، بعد فترة وجيزة من إصابة رئيس الوزراء بوريس جونسون بالمرض ذاته.