"ذروة كورونا" بين التكرار والتأكيد.. وأطباء: معادلة متوقعة
عقبة: تحدث وفقًا للتعامل مع إجراءات الدولة.. ومصباح: مجرد توقع
"ذروة كورونا" بين التكرار والتأكيد
"ذروة كورونا".. مصطلح لطالما تكرر منذ بداية انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" في مصر، يشير إلى دخول مصر لأعلى معدل انتشار للوباء داخلها، إذ ترتفع أعداد الحالات المصابة والوفيات، في أعلى نقطة لنشاط الفيروس، ورغم كون المصطلح مخيف بعض الشيء إلا أنّ تكراره في أكثر من مناسبة أفقده هيبته، ورهبة المواطنين منه أصبحت معدومة.
أمس، أكد الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الصحة والوقاية، أنّ ذروة جائحة فيروس كورونا في مصر بعد أسبوعين، مطالبا بإنشاء خط ساخن بجامعة طنطا، لتلقي بلاغات بالإصابات الجديدة والحالات المشتبه في إصابتها بفيروس كورونا، كما طالب بوجود مستشفى عزل في جامعة طنطا، على هامش مشاركته بالمؤتمر الافتراضي الدولي لجامعة طنطا لأبحاث كورونا.
وقبل "تاج الدين"، صرحت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، مارس الماضي، بأنّه من المفترض أن تصل مصر إلى ذروة كورونا في الأسبوع السادس أو السابع من انتشار الفيروس، ولكن لم يحدث ذلك، بسبب الإجراءات الوقائية التي اتخذتها مصر مبكرًا لمواجهة الوباء التاجي.
وفي 24 من أبريل أيضًا، قال الدكتور حسام حسني، رئيس اللجنة العلمية لمواجهة فيروس كورونا بوزارة الصحة، قال فيها إنّ مصر عبرت ذروة أعداد الإصابات والوفيات بالفيروس القاتل، فأول إصابة في مصر سجلت في 14 فبراير الإصابة ألف جاءت بعد 50 يوما، والإصابة ألفين جاءت بعد 8 أيام، والإصابة 3 آلاف جاءت بعد 5 أيام.
وتعليقًا على هذا الشأن، قال الدكتور أشرف عقبة رئيس أقسام الباطنة والمناعة بجامعة عين شمس، إنّ ما يحدد الذروة هو الإجراءات الإحترازية التي تفرضها الدولة واستجابة المواطنين بالالتزام بأسليب الوقاية.
وأضاف عقبة، لـ"الوطن"، أنّ الأمر أشبه بمعادلة، فكلما تم الأخذ بأساليب الوقاية يبدأ منحنى تفشي كورونا في الانكسار، مشيرًا إلى البحث الذي عرضه الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالي، واستخدم فيه الأقمار الصناعية والتكنولوجيا الضخمة، لتحديد مراكز تجمع السكان وتحركاتهم والتزامهم بأساليب الوقاية.
وأشار أستاذ الباطنة والمناعة، إلى أنّ البحث عرض ما يسمى "ناو كاستينج"، وهو ما يحسب معدلات الزيادة اليومية والتي تم احتسابها على أنّها 5.5% يوميًا، و"فور كاستنينج" التوقع، بناءً على الأعداد القابلة للإصابة والمخالطين وأعداد الحالات والوفيات.
وأوضح أنّه تم رسم منحنى يضع في الاعتبار إجراءات احترازية وأساليب وقاية، وجرى افتراض ارتفاع الحالات في الأسبوعين المقبلين، باستخدام الأساليب الإحصائية والذكاء الاصطناعي، وتكنولوجيا البيانات الحديثة.
ومن جانبه، قال الدكتور عبدالهادي مصباح، أستاذ المناعة وخبير الفيروسات، إنّ الحديث عن ذروة كورونا مجرد توقع قد يصيب أو يخطئ، مشيرًتا إلى أنّ الثبات في أعداد الحالات المصابة بالفيروس، وعدم وجود زيادة ملحوظة يصبح دلالة على أنّ القادم أفضل بالنسبة لانتشار العدوى.
وأضاف مصباح، لـ"الوطن"، أنّه ما زال هناك بالفعل عدد حالات مرتفعة، ومع الأعداد المتزايدة تشير بوصلة كورونا إلى أن هناك ذروة مقبلة.
عودة الحياة لطبيعتها تدريجيًا.. استعدوا للتعايش مع كورونا