ذات تجربة رائدة.. كيف تفوقت كوبا على فيروس كورونا؟
ميغيل دياز كانيل، رئيس كوبا
في ظل مكافحة العالم لفيروس كورونا المستجد (كوفيد -19)، تمكّنت بعض الدول من تجاوزه وتحقيق تجارب ناجحة في هذا الشأن، رغم ضعف إمكانياتها، ومن بينهم كوبا.
منذ ظهور الفيروس في كوبا مارس 2020، سجلت 1983 حالة إصابة، و82 وفاة، ومن بينهم 1734 حالة شفاء، ما يعني شفاء أغلب المصابين، عبر استراتيجية حققت نجاحا كبيرا في مكافحة كورونا.
استراتيجية كوبا
تعد كوبا من الدول التي تحركت بسرعة للتعامل مع ما وصف بـ"التهديد الناشئ"، وساعدها في ذلك امتلاكها لنظام الرعاية الصحية الشاملة والمجانية، وأعلى نسبة من الأطباء في العالم، وصناعة طبية متقدمة.
منذ بداية العام الجاري، وقبل ظهور المرض، بدأت هافانا في خطة للتعامل مع الجائحة للوقاية والسيطرة عليه، وتدريب الطاقم الطبي وإعداد المرافق الطبي وتوعية المواطنين، إضافة لإغلاق الحدود وفرض إجراءات المراقبة وتكثيف الفحوصات، ووضع المستشفيات العسكرية في خدمة المرضى المصابين.
لم تقتصر جهود هافانا على ذلك، بل أيضا نقلت أطقمها الطبية إلى دول العالم لمساعدتها على مواجهة (كوفيد-19)، بما يصل إلى أكثر من 1200 من الأطباء والعاملين بالرعاية الصحية إلى نحو 22 دولة بأوروبا وأفريقيا، ما وصفته الصحف العالمية بـ"دبلوماسية الأطباء"، حيث هدفت منه إلى كسر العزلة وتوطيد العلاقات، حيث إن كوبا سبق أن أرسلت فرقًا طبية إلى الدول التي تواجه كوارث طبيعية، مثل الزلازل والفيضانات.
كما تشتهر كوبا أيضًا بالسياحة الطبية، حيث تستقبل سنويًا نسبة مهمة من السياح، تأتي للاستفادة من الخدمات الطبية المتقدمة في مستشفيات عالية الجودة، حيث أن نفقات الإقامة والسفر بها رخيصة، فضلًا عن مناخها الاستوائي الذي يساعد الكثير من المرضى، فضلا عن أنها تضم أكثر من 100 ألف طبيب، وما يزيد عن 485 ألف من العاملين في الرعاية الصحية.
عقارات خاصة
اعتمدت كوبا على عقارين من صناعتها، لتقليل عدد الوفيات، حيث عملا على تقليص الالتهاب الشديد في مرضى الحالات الخطيرة، دون الكشف عن أسمائهما، حيث تأمل في زيادة صادراتها بمجال الصيدلة الحيوية.
وأورد موقع "روسيا اليوم" أنَّ كوبا تعتمد على دواء Interféron Alpha 2B الذي يعتبر مضاد فيروسي لمعالجة مرضى الكبد المزمنين من التهابات فيروس الكبد الوبائي Hepatitis C.
إلى جانب ذلك، أصدّرت الحكومة الكوبية، العديد من القرارات الهامة المتشابه مع دول العالم، من فرض حظر التجوال وتعليق الرحلات الجوية والبحرية، وتعطيل وسائل النقل العام وأغلاق مراكز التسوق والمطاعم والمحال المختلفة.
وذكرت حكومة كوبا أنَّ نقل "العاملين الذين يقدمون خدمات حيوية"، مثل العاملين بالمجال الطبي وناقلي البضائع، لن يشمله القرار من أجل علاج المرضى وضمان توريد السلع الأساسية، وفق وكالة الأنباء الألمانية.