المدارس ترفع شعار "التقديم الإلكتروني" وسط تباين آراء أولياء الأمور
رضوى على
"التقديم إلكتروني".. شعار أطلقته عدد من المدارس الحكومية والخاصة بمحافظات مختلفة، قبل بداية موعد تقديم رياض الأطفال والصف الأول الابتدائي للعام الدراسى المقبل، والمحدد في أول يونيو، كإجراء احترازي لمنع انتشار فيروس كورونا.
القرار جاء تجنبا لتكدس أولياء الأمور وأولادهم داخل المدارس، كما هو معتاد خلال السنوات الماضية، ما يعرضهم لخطر الإصابة بالفيروس، وتباينت الآراء حول الأمر إذ رحب بعض من أولياء الأمور به لإمكانية التقديم دون الخروج من المنزل وبطريقة آمنة، والبعض الآخر فضل أن تبقى طريقة التقديم ورقية، كي يستطيعوا رؤية المدرسة والمدرسين، بجانب صعوبة استخدامهم الإنترنت، ما يضطرهم للجوء إلى مراكز الكمبيوتر وجيرانهم لمعاونتهم في عملية التقديم الإلكتروني.
"التقديم الإلكتروني هو أنسب طريقة في ظل انتشار الفيروس، لأنه مش هيكون فيه اختلاط عكس الورقي".. بهذه الكلمات بدأت رضوى علي، في أواخر العشرينات، مهندسة مدنية، وإحدى سكان منطقة العاشر من رمضان، حديثها عن فكرة تحويل التقديم الورقي المعتاد إلى التقديم الإلكترونى، تزامنا مع الوضع الراهن.
وبحسب رضوى، "ابني السنة دي مفروض يدخل سنة أولى، وهقدم له في مدرسة خاصة تكون قريبة من البيت، وحتى لو متاح تقديم ورقي، تقدم إلكتروني"، مضيفة أنها سألت صحباتها عن مدارس أولادهم مرات عدة، حتى استقرت على إحدى المدارس الخاصة للغات، على بعد مسافة قليلة من منزلها.
وتابعت "رضوى" بأنها بحثت عن الصفحة الخاصة بالمدرسة بموقع "فيس بوك"، كي تطلع على شكلها وموقعها، بجانب قراءة تعليقات أولياء الأمور على المدرسة والمدرسين، كى تطمئن على مستقبل ابنها الدراسي، قبل الالتحاق بها: "قريت شروط المدرسة الحمدلله كلها مناسبة لابني، وهقدم على الموقع الخاص بيها أول ما يفتح".
من جانبها تقول منى علاء، 29 عاما، مدرسة، من سكان منطقة مدينة نصر، إنها سمعت عن قرار مدرسة اللغات التي اختارتها لابنها، مؤكدة رفضها التقديم الورقي خوفا من انتشار الفيروس بين أولياء الأمور والمدرسين أثناء عملية التقديم.
وأكدت أنها ستكتفي بالتقديم على موقع المدرسة الإلكتروني: "ابني عاوزة أقدم له رياض أطفال في مدرسة كويسة، عشان يكمل فيها السنين الجاية، الطريقة دي أسلم حل، في ظل زيادة أعداد الإصابة بشكل مرعب الفترة دي".
وأنهت "منى" حديثها، بقولها: "ياريت الطريقة دى تتطبق فى جميع المدارس، لإنها هتكون أمن وأسهل وأسرع كمان من التقديم الورقي".
اختلف الوضع كثيرا عند سارة محمد، في منتصف الثلاثينات، ربة منزل، تقطن بمنطقة روض الفرج، إذ ترى أن التقديم الورقي أفضل كثيرا من الإلكتروني، لعدم قدرتها على التعامل مع الإنترنت، ما يضطرها للذهاب إلى أحد مراكز الكمبيوتر، أو أحد جيرانها لمساعدتها في عملية التقديم لابنها بالصف الأول الابتدائي، بإحدى المدارس الحكومية، التي التحقت بها ابنتها منذ 3 سنوات "مش كل الناس هتعرف تتعامل مع الإنترنت وتقدم بشكل سليم، لإننا متعودين على التقديم الورقي على طول".
وأضافت أنها تفضل أن يتاح الفرصة بالتقديم إلكترونيا وورقيا، وكل ولي أمر عليه اختيار الطريقة المناسبة له: "ممكن يسيبوا فرصة للتقديم ورقي بس بشروط صحية، زي ارتداء الكمامة، وبكده هنحل موضوع الزحمة".