ضرب وتهديد بالكلاب.. هكذا تعاملت الشرطة الأمريكية مع المحتجين
الاحتجاجات في أمريكا
سادت أجواء الغضب أسوار البيت الأبيض، مع امتداد الاحتجاجات إلى العاصمة الأمريكية واشنطن بعد مقتل جورج فلويد المواطن الأمريكي من أصل إفريقي على يد الشرطة.
وكان جورج فلويد قد لقي حتفه في مدينة مينيابوليس الأمريكية، بعد أن دهس شرطي أبيض عنقه لدقائق عدة، مما أشعل موجة احتجاجات عارمة في كبرى مدن الولايات المتحدة، ورصدت أجواء الغضب خلال محاولة مئات المحتجين التقدم مساء أمس باتجاه البيت الأبيض، رغم وجود قوات من الحرس الوطني والشرطة في محيطه بحسب ما ذكرته شبكة "سكاي نيوز".
وحذر "ترامب" في تغريدة، أمس، من أن جهاز الخدمة السرية مستعد لإطلاق "أشرس الكلاب وأعنف الأسلحة التي شاهدتها على الإطلاق" إذا تمكن المحتجون من اختراق خطوط الأمن"، وفق ما نقلت "أسوشيتد برس".
وفي رد فعل سريع، هاجمت عمدة مدينة واشنطن، مورييل باورز، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسبب تغريداته التي انتقدها فيها وإدارة الشرطة في العاصمة، بعد احتجاجات قرب البيت الأبيض، ووصفت "باوزر" تصريحات "ترامب" بأنها "فظة"، مضيفة أن الإشارة إلى إطلاق الكلاب تثير لدى الأمة "أسوأ ذكريات الفصل العنصري".
وقالت: "أدعو مدينتنا وأمتنا إلى ممارسة ضبط النفس، ضبط نفس كبير رغم محاولات الرئيس لإثارة الفرقة بيننا. أشعر أن هذه التعليقات هي هجوم على الإنسانية، هجوم على أمريكا السوداء، وهي تقوض الأمن في مدينتي"، كما ذكرت أن جهاز الشرطة مستعد للتعاون مع جهاز الخدمة السرية، إذا استمرت الاحتجاجات مساء الأمس.
وأضافت أن الناس تواقون للتغيير و"لقادة يشعرون بهذا الألم" بدلا من "تمجيد العنف ضد المواطن الأمريكي".
وأظهرت الصور أعمال شغب وحرق وتحطيم العديد من واجهات المحال التجارية، وسط هتافات غاضبة تطالب بالعدالة لجورج فلويد ضحية عنف الشرطة.
وتظاهر عشرات الآلاف في جميع أنحاء أمريكا، ولم يرتد عدد كبير منهم كمامات ولم يراعوا قواعد التباعد الاجتماعي، مما أثار مخاوف بين خبراء الصحة حول إمكانية انتشار فيروس كورونا المستجد في وقت يشهد عملية إعادة فتح المجتمع والاقتصاد.
وفي مدينة نيويورك، اشتعلت المواجهات الخطيرة بشكل متكرر، حيث شن رجال شرطة حملة اعتقالات.
وأظهرت لقطات من التظاهرات، التي دخلت يومها الخامس، إحراق سيارات شرطة في مدينتي لوس أنجلوس وشيكاغو، بينما اشتبك المتظاهرون مع عناصر من شرطة نيويورك في ساحة "تايمز سكوير" الشهيرة بقلب المدينة، وتم فرض حظر التجول في ما لا يقل عن 11 مدينة.
وأظهر مقطع مصور عددا من رجال شرطة نيويورك يتمايلون وسط حشد من المتظاهرين الذين كانوا يدفعون حاجزا، ويرشقونهم بالحجارة، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من الأشخاص على الأرض.
وقالت بريانا بيتريسكو، وهي إحدى المتظاهرين في ساحة فولي بمانهاتن السفلى، "بلدنا مريض، يتعين علينا الخروج للشوارع، هذه هي الطريقة الوحيدة التي سيسمع صوتنا بها".
أما في مينيابوليس، المدينة التي بدأت فيها الاحتجاجات، فتحركت الشرطة وعناصر الحرس الوطني بعد الساعة الثامنة مساء بقليل مع بدء حظر التجوال لتفريق الاحتجاجات، حيث أطلقوا قنابل غاز ورصاصا مطاطيا لإخلاء الشوارع.
وجاء استعراض القوة هذا بعد 3 أيام من تجنب الشرطة الدخول في مواجهات مع متظاهرين، وبعد إرسال أكثر من 4 آلاف جندي من الحرس الوطني إلى مينيابوليس، وقالت السلطات إن العدد سيرتفع قريبا إلى ما يقرب من 11 ألفا.
واستخدمت الشرطة الأمريكية في مدينة مينيابوليس الغاز المسيل للدموع ضد الصحفيين، بمن فيهم مراسل وكالة "نوفوستي" الروسية، ميخائيل تورغييف بحسب ما ذكرته قناة "العربية".
وذكرت وكالة "نوفوستي" أن طاقما تلفزيونيا متكون من أربعة أعضاء من قناة "VICE" التلفزيونية، ومراسل وكالة "نوفوستي"، احتموا بمحطة للتزود بالوقود، أثناء اندلاع أعمال الشغب، وبعد أن فرقت الشرطة المحتجين سمحت الشرطة للصحفيين بالبقاء هناك، وغادرت المكان، لكن فجأة، توقفت حافلة صغيرة نزل منها عناصر من الشرطة وأطلقوا الرصاص المطاطي، وأجبروا الجميع على الدخول إلى البناية.
وأضافت الوكالة أن الشرطة، ورغم إظهار الصحفيين لهوياتهم، أجبروهم على الجلوس وقاموا برش رذاذ مسيل للدموع في وجه أحد أعضاء طاقم التصوير.