كان إعلان وزارة الصحة عن نسب الإصابات بفيروس كورونا، فى المحافظات المصرية، وعدم وجود أي محافظة تنتمى للصعيد ضمن أول 10 محافظات في القائمة، بمثابة خبر مفرح للكثير من أبناء الجنوب، وفي نفس الوقت مثير للدهشة، لتعود من جديد التكهنات حول أن ارتفاع درجات الحرارة هي السبب في عدم انتشار الفيروس.
ففي رسم توضيحي أعدته وزارة الصحة والسكان، كشف أن القاهرة تأتي في المرتبة الأولى بأعلى نسبة أصابات بفيروس كورونا، بواقع 7000 مصاب، تليها الجيزة، بواقع 3000 إصابة ثم القليوبية، المنوفية، الفيوم، الإسكندرية، البحيرة، الشرقية، الغربية، بني سويف، وفي نهاية القائمة أسوان.
"كلام لا أساس له من الصحة".. بهذه الكلمات عبر الدكتور عبدالهادي مصباح، أستاذ المناعة، عن رفضه، للحديث عن أن درجات الحرارة المرتفعة هي السبب الرئيسي، لقلة الأصابات في محافظات الصعيد: "هذا الكلام غير واقعي، لأن البرازيل على سبيل المثال، دولة درجة الحرارة فيها مرتفعة جدا، ومع ذلك نسب الإصابات فيها مرتفعة جدا، بل وعلى العكس، قد سجلت رقم قياسي في الإصابات، فجاءت في المرتبة الثانية في عدد الإصابات على مستوى العالم، بعد الولايات المتحدة الأمريكية".
واعتبر عبدالهادي أن نمط الحياة في الصعيد، وطريقة تعاملهم مع فيروس كورونا، قد تكون هي المبرر الأساسي لانخفاض نسب الإصابة: "لكي نعرف سبب انخفاض الإصابات في محافظات الصعيد، لابد أن نقوم بدراسات متنوعة، للتعرف على طريقة تعامل الناس مع وظائفهم أو داخل أماكن العمل، كيفية ونسبة اسخدامهم للأدوات الوقائية، مدى التزامهم بالتباعد الاجتماعي، كم شخص يسكن في الوحدة السكنية الواحدة، وهذه العوامل كلها مرتبطة بفكرة نمط الحياة، وهو ما يدل أن نمط الحياة في الصعيد، وعادات السكان هناك في الوقاية هي التي ساهمت وإن كان بشكل غير مباشر في خفض نسب الإصابة".
وأشار الدكتور عبدالهادي، أنه لابد للمؤسسات الحكومية، من إجراء دراسات "وبائية" بهدف التعرف أسباب انخفاض نسب الإصابة فى الصعيد، والاستفادة منها في التعامل مع الفيروس: "الدراسات الوبائية، تبدأ بالبحث عن نوعية الناس التي أصيبت بالمرض، وإذا ما كانت مصابة بأمراض مسبقة، مدى كثافة السكان في المتر المربع، نوعية الأماكن التي يقيموا فيها، وبالتالي يتم التوصل لمعلومات تفيد في التعامل مع الفيروس".
تعليقات الفيسبوك