"عبدو شيخو".. حكاية طفل سوري اختطفته تركيا وأرسلته للقتال في ليبيا
إبراهيم شيخو لـ"الوطن": المرتزقة هددوه بالقتل واختطاف أخواته البنات
الطفل السوري عبدو شيخو
في صباح يوم الخامس عشر من أبريل الماضي، اختطف القاصر السوري، عبدو شيخو البالغ 15 عاما، من قبل ما تسمى بـ"كتيبة سمرقند" من منزله في قرية روتا بناحية ماباتا في مقاطعة عفرين المحتلة بشمال سوريا، ليظهر بعدها بعشرين يوما في ليبيا بصفوف المرتزقة التي أرسلتهم تركيا للقتال بجانب الميلشيات الإرهابية المسلحة ضد الجيش الوطني الليبي.
"أنقذوني، عذبوني عشرين يوما وأرسلوني لليبيا"، بهذه الجملة لخص القاصر السوري اتصاله من ليبيا، ليبلغهم بمدى الجحيم الذي يعيش فيه مع الإرهابيين في حرب لا ناقة له فيها ولا جمل، حيث إن عائلته لا تعرف شيئا عنه، ولا تملك معلومات عن مصيره، بعدما أجبر على القتال في ليبيا.
ويقول أحد سكان المنطقة، والذي طلب بعدم ذكر اسمه، إن عبدو هو الابن الوحيد لوالديه المسنين، اللذان يعانيان من أمراض مزمنة ويحتاجان لمن يرعاهما ولديه ثمانية أخوات بنات، ولا يعرفان إن كان لازال حيا أو ميتا، أو حتى الأنباء التي تذكر عودته صحيحة أم لا.
ويضيف لـ"الوطن": "كتيبة سمر قند بقيادة المرتزق أبو جهاد، التابعة للاستخبارات التركية، اختطفت الطفل عبدو منذ شهرين، وبعد شهر تقريبا من تعذيبه في سجونها أجبروه على الذهاب إلى ليبيا مع باقي المرتزقة الذين ترسلهم تركيا للقتال هناك بجانب السراج، نحن ليس لنا في المعارك ولا الحروب".
وطالب المصدر، أن على المجتمع الدولي محاسبة الاحتلال التركي على ارتكابه جرائم حرب بحق المدنيين العزل في عفرين وزج الأطفال الأكراد في معارك في دول أخرى.
شيخو لـ"الوطن": مرتزقة السمرقند تقوم بتجنيد المرتزقة وإرسالهم إلى ليبيا
ومن جانبه، قال الناطق الرسمي باسم منظمة حقوق الإنسان في مقاطعة عفرين بشمال سوريا، المحامي إبراهيم شيخو، إن مرتزقة السمرقند، تقوم بتجنيد المرتزقة وإخضاعهم لدوارات تدريبية وإرسالهم إلى ليبيا بالإضافة إلى خطف القاصرين وتجنيدهم عنوة وإغرائهم بالأموال وتهديدهم بقتل أسرهم.
وأضاف شيخو لـ"الوطن": "عبدو شيخو اختطفه مرتزقة سمرقند في منتصف أبريل عام 2020، من قريته في محيط عفرين، وبعد عشرين يوم في بداية شهر مايو، اتصل بأحد أقاربه يستنجد به من ليبيا".
وتابع: "عبدو رفض الالتحاق بالفصيل الإرهابي، الذي أخذه إلى تركيا، وأرغموا الولد الذهاب إلى ليبيا بعدم هددوه بالقتل، رغم أنه لم يكن يريد الذهاب معهم، لكن هددوه باختطاف شقيقاته الثماني".
واختتم شيخو حديثه لـ"الوطن": "الحالات المشابهة لعبدو في الشمال السوري كثيرة، حيث اختطفوا شاب من أعزاز وبعد وفاته في القتال دفنوه في جرابلس، والشاب حمودي الموسى والبالغ 16 عاما والذي اختطف وضموه للقتال رغما عنه".