ألم شديد وخوف من نقله.. نفسيون يفسرون أسباب انتحار مريض كورونا بأوسيم
انتحار مريض كورونا
بعد أن كان المرض المنتشر في العالم أجمع، يثير قلقه وخوفه، وصل إليه قبل 8 أيام فقط، لكنه لم يتحمله، لينفذ مريض كورونا، حكم الإعدام فى نفسه، داخل شقته بمنطقة أوسيم، بمحافظة الجيزة، بعد مرور 8 أيام داخل العزل المنزلي.
وكشفت تحريات وتحقيقات الأجهزة الأمنية، أن المنتحر يقيم برفقة زوجته وأبنائه ووالده ووالدته، في منزل العائلة المكون من 3 طوابق، تم عزله في الطابق الأخير، بينما تقيم زوجته وأولاده في الطابق الثاني، ووالديه في الطابق الأرضي، وكانت زوجته تتولى الصعود له بالطعام، مع أخذ الاحتياطات اللازمة.
وأفادت التحريات والتحقيقات، أنه بعد مرور 8 أيام، صعدت زوجته بالطعام للاطمئنان عليه، ففوجئت به معلق، وتم تحرير محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة التى باشرت التحقيق، وتبين من خلال المعاينة وأقوال زوجته، أنه أحضر حبل وربطه في ماسورة غاز بصالة الشقة، ووقف على كنبة، وقفز من أعلاها مسافة نصف متر، ما أدى لاختناقه ومفارقته الحياة.
استشاري نفسي: مرضى كورونا بالعزل المنزلي بحاجة للدعم.. والانتحار لتلك الأسباب
لم تكن تلك الواقعة هي الأولى، حيث أقدم بعض المصابين بكورونا داخل مصر وخارجها على الانتحار للتخلص من حياتهم، وهو ما فسرته الدكتورة هالة حماد، استشاري الطب النفسي، بأنه إقدام المريض على تلك الخطوة، يثبت حاجة مرضى كورونا لدعم نفسي بالغ، بالتزامن مع العلاج الجسدي.
وأضافت حماد، لـ"الوطن"، أن كوروتا تصيب الأصحاء والمرضى النفسيين على حد سواء، وهو ما يزيد من سوء أوضاع أصحاب الأزمات النفسية، حيث إن الإنفلونزا العادية تصيب المريض باكتئاب.
وفسرت انتحار مريض أوسيم، بأنه يرجع لعدة احتمالات، منها أنه كان يعاني من اكتئاب مسبق زاده كورونا، أو لخوفه الشديد من نقل العدوى لفرد من أسرته، ما جعله يظن سلبيا أن حياته مضرة للآخرين ويجب أن تنتهي، لذلك أقدم على تلك الخطوة، مؤكدة أهمية دراسة تاريخ المريض النفسي وسجل عائلته قبل تحديد ذلك.
وأكدت أهمية الدعم النفسي لمرضى كورونا والطاقم الطبي القائم عليهم، من خلال تقديم المعلومات الإيجابية لهم بشأن الفيروس وأن الشفاء منه يعتبر ليس بمستحيلا، موضحة أنه "الطبيب المتفائل المبتسم" هو نصف العلاج للمرضى وتلبية احتياجاتهم ونقل الإيجابيات لهم، بالإضافة لعلاج الأطقم الطبية من خلال تواصلهم الدائم مع نفسيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي للتخفيف عنهم، وتدريبهم على أن يمتلكوا أعين واعية عن أعراض الاكتئاب لدى المرضى.
استشاري نفسي: المريض ربما خاف من انتقال العدوى لأحد أفراد عائلته
فيما يرى الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أهمية الدعم النفسي لمرضى فيروس كورونا بالعزل المنزلي أو المستشفيات، حيث إنه مع ارتفاع حالات المرض يزاد معهم الخوف والقلق بين الجميع، مشيرا إلى أن بعض المرضى يتعرضون للتنمر وهو ما يزد أيضا التوتر لديهم من معرفة تطورات وتبعيات المرض.
وأردف فرويز أن ذلك يجعل حالتهم النفسية تزداد سوءً، بينما بعض الشخصيات عصبية بالأساس، مرجحا تعرض المنتحر لحالة نفسية سيئة وخوفه من قرب وفاته لذلك أقدم على الخطوة بنفسه لحماية عائلته، أو لصعوبة الأعراض عليه وعدم قدرته على تحملها.
وشدد على أهيمة الدعم النفسي لمرضى كورونا بالعزل المنزلي، حيث يجب تقديم جلسات نفسية مع الأدوية للحالات التي تزداد لديها الأعراض، والتركيز على الجانب الإيجابي من الفيروس، والحرص على ممارسة بعض الأنشطة السهلة التي لا تحتاج لحركة كبيرة، ومشاهدة التلفزيون وبعض الأنشطة الثقافية والرياضية البسيطة لكسر العزلة والروتين وتحسين حالتهم النفسية.