دينا عبد الفتاح تكتب: منطق "النكتة" ومصر الشامخة!
دينا عبدالفتاح
حرب دائرة فى ليبيا تحاول فيها الميليشيات التركية الانتصار من أجل بداية بناء إمبراطورية الخلافة المزعومة، التى عفا عليها الزمن.. تصاعد وتيرة التصريحات من إثيوبيا حول جدول ملء سد النهضة وتصاعد الخلاف الحدودى بينها وبين السودان.. أزمة كورونا التى عصفت باقتصاديات العالم أجمع.. طمع الأتراك وغيرهم فى المياه المصرية وما تحتويه من ثروات الغاز الطبيعى.. كل هذه تحديات كبيرة تواجهها الدولة المصرية حالياً.. وأتعجب كثيراً عندما أحلل كل هذه التحديات، وفى المقابل أرى صمود وقوة الدولة المصرية وعدم اهتزازها فى مواجهة أى منها.. بل بالعكس تبادر دائماً بالفعل ليرد الجميع.
هذه باختصار هى الدولة المصرية التى نجحت القيادة السياسية الحالية فى بناء شخصيتها أمام العالم.. دولة لا تخشى أحداً.. وتملك كل عناصر القوة الناعمة والعسكرية للدفاع عن مصالحها.. دولة تدير أمورها بهدوء شديد وتبتعد دائماً عن التراشقات الإعلامية الرسمية والصخب الذى لا يخلّف إلا الصوت لا الفعل.
لذا، أنا فخورة بدولتى وقيادتها السياسية ممثلة فى الرئيس عبدالفتاح السيسى وبالحكومة التى تعمل على مدار الساعة لحماية هذا الشعب من كل تداعيات وتحديات الظروف السياسية والاقتصادية والأمنية المحيطة بنا وقد نجحت بالفعل فى تحقيق ما تريد.
ووسط كل هذه الأجواء للأسف نجد الأغلبية المطلقة من المصريين ما زالوا يتعاملون بالنكتة والفكاهة فى مواجهة كل التحديات.. دون أدنى محاولة للاطلاع وكشف المؤامرات التى تحيط بدولتنا والتى كانت كفيلة بهدم أى دولة متوسطة القوة فى مكانها.. للأسف امتلأت مواقع التواصل الاجتماعى بالـ«كوميكسات» و«منشورات» التنكيت والاستهتار بكل شىء.. دون استغلال هذه المنصات التى يدخل عليها أغلب المصريين ممن يقرأون أو بالكاد يفكون الخط فى بناء نقاش مجتمعى فعال يتواصل فيه كل شخص مع مَن حوله حتى يجد لنفسه دوراً إذا ما اشتدت التحديات وهددت بقاء أو وجود الدولة المصرية بمقوماتها الحالية.
للأسف منطق «النكتة» لا يصلح فى التعبير عن كل شىء.. والانشغال بقضايا فتيات الـ«تيك توك» والتراشقات الساخرة لن يجدى فى نشر المعرفة وتثقيف الناس بحقيقة ما يدور حولنا وحقيقة الوضع الصعب الذى تواجهه الدولة المصرية نتيجة اجتماع بعض القوى المعادية لنا ومحاولتها باستماتة الإيقاع بدولتنا التى بدأت تخطو خطوات جادة اعترف بها العالم أجمع نحو التقدم والازدهار.
ففى ظل التحديات الاقتصادية الحالية، تجد الدولة تبادر بتقديم المساعدات لمحدودى الدخل وتحسين دخول العاملين بالدولة وأصحاب المعاشات وما زالت ناجحة وبامتياز فى توفير السلع فى الأسواق وصناعة مسارات بديلة لتقديم السلع للمواطن بعيداً عن القطاع الخاص الذى قد يميل البعض منه لممارسة الاحتكار ورفع الأسعار بدون مبرر.
وفى ظل التحديات الأمنية، تجد الدولة ماضية بقوة فى تعزيز قوتها العسكرية واقتناء أفضل وأحدث الأسلحة فى العالم.. وفى ظل التحديات السياسية تجد للدولة المصرية وقيادتها السياسية الكلمة المسموعة الأولى فى المنطقة.. وتجدها القطب الأكثر تأثيراً فى النزاعات المحيطة.
لذا علينا جميعاً أن نتابع، وعن كثب، كل تطورات الوضع الحالى.. ونقف خلف قيادتنا فى مواجهة كل التحديات.. فالمسألة تتعلق ببقاء الدولة قوية شامخة كما اعتدنا عليه من قبل.. لا بد أن يصنع كل منا لنفسه دوراً يدعم به دولته.. فكما هناك حلم أمريكى تم وضعه منذ عشرات السنين بأن تسود الولايات المتحدة العالم.. لا بد أن يكون لدينا حلم مصرى يقوم على تقدم هذه الدولة وريادتها وصعود دورها السياسى والاقتصادى رغماً عن كل الحاقدين.. والأعداء.. وكل أعوانهم فى الداخل!