لم يدركوا حينما أصيبوا بالفيروس معنى كلمة وباء، لكنهم أصبحوا يعلمون كل شىء عنه فور عزلهم لأكثر من 20 يوماً داخل مستشفى العزل ببلطيم فى محافظة كفر الشيخ، تعافوا وخرجوا جميعاً وعادوا لمنزلهم، لكنهم ما زالوا يتذكرون كواليس الحياة داخل المستشفى، يحاولون تقديم النصائح لأقرانهم للوقاية من الفيروس الغامض، الذى قلب حياتهم رأساً على عقب.
محمد السيد، 17 عاماً، وأشقاؤه «مؤمن» 14 عاماً، و«معتز» 10 أعوام، و«مهاب» 10 أشهر، أصيبوا جميعاً بالفيروس بعد العدوى من والديهم، لكنهم خرجوا جميعاً من التجربة القاسية وهم أشد حرصاً: «التجربة كانت قاسية، ما كُناش فاهمين حاجة، واللى كان مطمّنا وجود والدتنا معانا»، مؤكداً أنهم كانوا يشعرون بحالة من الرعب هوّنها دعم الأصدقاء والأقارب: «كان بيجيلنا رسايل دعم كتير».
قضى الأشقاء الثلاثة الكبار وقتهم بين الصلاة وقراءة القرآن وتلقى العلاج: «كنا عايزين الوقت يعدى عشان نخف ونخرج ونرجع لحياتنا الطبيعية، رغم إنهم كانوا بيعاملونا كويس جداً والممرضات بيلعبوا مع إخواتى الصغيرين». يحكى الطفل «مؤمن»، 14 عاماً، أنه بعد أن عاد لحياته الطبيعية يحاول قضاء وقته باللعب داخل منزله، ويخشى نزول الشارع حتى لا يصاب مرة أخرى: «كانت أيام صعبة، مش عايزها تتكرر تانى عشان كده باحافظ على صحتى وباغسل إيدى على طول».
من هذه التجربة خرجت الأم «شيماء.ع.م»، 34 عاماً، بدروس مهمة، تعلمت كيف تحافظ أكثر على أطفالها، وتقدم لهم أكلات تقوى مناعتهم: «التجربة كانت قاسية علينا كلنا».
وشرحت الأم كيف أصيب جميع أفراد أسرتها: «شقيقة زوجى توفيت، استقبلنا المعزين من أقاربنا، لكن بعدها بيوم شعر زوجى بتعب فى جسمه، ذهبنا للكثير من الأطباء، كل طبيب بتشخيص مختلف، لكن بدأت الأعراض تظهر عليه، جرى تحويله لمستشفى حميات دكرنس، وهناك تأكدت إيجابية تحاليله، وبفحصنا تأكدت أيضاً إيجابية تحاليلنا جميعاً».
تروى الأم أنه فى العشرة أيام الأوائل من مايو الماضى، بدأت رحلة نقلهم إلى مستشفى العزل بتمى الأمديد وبلطيم، وتحسنت حالتهم وخرجوا جميعاً، لكنهم ما زالوا يعيشون فى عزل اختيارى.
تعليقات الفيسبوك