السيول أغرقت مصدر دخله.. صابر يستغيث: الديانة بيطاردوني
صابر: حاولت أبيع كليتي.. ومش عارف أروح بيتي
كشك- صورة أرشيفية
لـ18 عاما، اقتصر يومه على المكوث لأكثر من 20 ساعة يوميا، بين جدرانه الأربعة، يهتم فقط بترتيبه وتنظيفه باستمرار، غارقا في الحسابات لدخله وديونه، بين المقرمشات والبسكوت والشيكولاته والماء والمشروبات الغازية، قبل أن تأتي السيول بما لا تشتهي نفسه على الإطلاق.
أحمد صابر، صاحب كشك بمنطقة عزبة النخل في المرج، يعتبر ذلك المنفذ الصغير هو مصدر رزقه الوحيد لأكثر من 18 عاما، تمكن به من تربية أبنائه وحماية أسرته البسيطة، إلا أن الأمرو انقلبت رأسا على عقب في مارس الماضي، حيث إنه قرر الالتزام بنهاية النصف الأول من الشهر بمطالبات الأرصاد الجوية عدم الخروج من المنزل بسبب الأمطار الشديدة المحتملة حينها.
يومين كاملين، شهدت فيهم مصر أمطارا قوية وصلت حد السيول، أغرقت السيارات والمنازل وبعض القرى، وقضت أيضا على كشك "صابر"، الذي ما أن وصل إليه حتى أصيب بصدمة قوية، ليجد بضاعته جميعها عائمة بالداخل وأصبحت تالفة تماما، فسارع لإثبات الحالة ببلاغ في قسم الشرطة.
أكثر من 52 ألف جنيه، هي قيمة الخسائر التي لحقت بكشك صابر في يومي الأمطار، وفقا للجرد الذي أجرته الشرطة، وهو ما أصابه بصدمة قوية، ليكتشف أن حجم ديونه تصل إلى أكثر من 42 ألف جنيه، ليتجه إلى أحد مكاتب وزارة التضامن الاجتماعي لطلب تعويض جراء ذلك، ويجد صدمته الثانية، هي تعطل كل الخدمات بقرارات حكومية، بعد تفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19".
20 يوما انتظرهم الرجل الستيني بمرارة بالغة، لحين العودة الجزئية للخدمات، حتى حصل على صورة من المحضر، حيث يتمنى الحصول على ذلك التعويض، بينما لاحقه الدائنيون بضراوة، قائلا بصوت متهدج من شدة المرض: "مبقتش بعرف أروح وأشوف ولادي، بس مطاردة الديانة ليا وبيهددوني أنهم هيسجنوني بجريمة معملتش فيها حاجة".
ومع زيادة الضغوط عليه، لجأ لفكرة بيع كليته في نهاية المطاف لسرعة حل أزمة الديون واستعادة عمله، ولكن المشتري رفض بسبب كونه مريضا، وفقا لقول صابر، لذلك حاول تنضيف كشكه والعمل فيه بالقطعة "يعني أجيب علبتين وأبيعهم بالعافية بسبب قلة البيع علشان الناس خايفة من كورونا، أطلع منهم حق العيش الحاف علشان ولادي ياكلوا بس".
ووجه أحمد صابر رسالة إغاثة لوزارة التضامن بسرعة منحه التعويض لحل الضائقة المالية الضخمة التي يعاني منها وزادت من أمراضه المزمنة، وأن تخفض محافظة القاهرة من تكلفة تجديد الرخصة للكشك التي تتجاوز 7 آلاف جنيها، لعدم قدرته المالية في تلك الظروف الصعبة.