السيسي وشفيق.. مرشحان عسكريان اتفقا على "الخلفية".. واختلفا في "الطريق"
الخلفية العسكرية شكّلت "فوبيا" لدى كثير من المشاركين في ثورة 25 يناير 2011.. بدأت برفض النظام الذي يمثله الرئيس الأسبق حسني مبارك ذو الخلفية العسكرية، وتبلورت برفض الفترة الانتقالية التي أمسك زمام الأمور فيها أعضاء المجلس العسكري، وتجددت في عهدهم الاشتباكات في أحداث مجلس الوزراء، ومحمد محمود، والعباسية، ما أضفت حساسية أكبر تجاه هذا النمط من أنظمة الحكم، وتعالى وقتها هتاف "يسقط حكم العسكر".. وعلى الرغم من ذلك، ظهر أصحاب الخلفية العسكرية في انتخابات ما بعد الثورتين، ففي 2012 ترشح الفريق أحمد شفيق، ووصل إلى المرحلة النهائية ضد الرئيس المعزول محمد مرسي، وفي 2014 ترشح المشير عبد الفتاح السيسي.[FirstQuote]
رفض المرشح العسكري، خطأ فكري وسياسي خطير جدا في حق الأمة المصرية وحضارتها، لأن مصر 90 مليونا، ينتمون للعديد من القطاعات، والعسكري يمثل إحداها، كما أنه لا يجب قول "مينفعش يحكم مصر غير راجل عسكري".. بحسب الدكتور عمرو هاشم ربيع، الخبير السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الذي أكد أن "هناك فرق جذري بين مرشحي الخلفية العسكرية، أحمد شفيق وعبد الفتاح السيسي، فأي مرشح عسكري تحكمه ظروف تاريخية للتغيير السياسي، في مرحلة تاريخية تحكمها ظروف محددة، فوقت ترشح شفيق، لم تكن خلفيته عسكرية فقط، لأنه ترك الجيش في فترة سابقة واشتغل بالعمل السياسي، وكان لديه منصبا سياسيا، داخل إطار تحالف السلطة ورأس المال، بالإضافة إلى عملية الصراع التي كانت في أوجها ما بين نظام مبارك والنظام الجديد، إلى جانب أن معالم خلفية الإخوان المسلمين والجماعات الدينية في رؤيتهم للمرحلة المستقبلية لم تكن اتضحت بعد، فاستطاع شفيق أن يحصل على أصوات كبيرة من أصحاب النظام القديم، الذين أرادوا أن يكون لهم تواجد في الحياة السياسية".
وأضاف "أما بالنسبة للسيسي فالظروف مختلفة، لأنه خرج من المؤسسة العسكرية مباشرة، ولعب دورا كقائد عسكري في ظرف تاريخي، ثورة 30 يونيو 2013، يحتم عليه أن ينحاز للشعب، كي يحمي الشرعية ومستقبل الوطن، في ظرف تتحرر فيه الدولة والمجتمع من جماعات استأثرت بالحكم، ما حتم ترشحه".[SecondQuote]
يرى الخبير السياسي أنه "لو انحاز الإخوان إلى الشعب، وعمل الحاكم لمصلحة الدولة المدنية، ما كنا في هذا الموقف الآن، ولكن الاستئثار بالحكم ضد مصلحة الدولة والمجتمع، أدى إلى أن يقف الجيش مرة أخرى مع إرادة الشعب، في رفض هذا الواقع السياسي الجديد، الذي يُفرض عليه، وعند البحث عن القائد الذي انحاز للشعب في مرحلة خطيرة، استطاع الجيش بقيادة هذا الرجل أن يحمي الشرعية، ويحمي الوطن من الانهيار ومن الدم الذي كان سيملأ الشوارع، لذا استدعاه قطاع كبير من الشعب".
يؤكد هاشم أن الخلفيتان العسكريتان للسيسي وشفيق مختلفتان جذريا لأن "السيسي أيضا خلع بدلته العسكرية وتقدم باستقالته وانضم للشعب، مع رغبة جامحة من قطاعات كبيرة لترشيحه، بغض النظر عن مدى موضوعية الموقف الذي ترشح فيه"، متسائلا: "لماذا لم يترشح مرشح آخر مدني بجانب المرشحين الآن؟"، مبديا أمنيته كمتخصص في هذا المجال، أن يبقى السيسي قائدا للجيش، ويكون سندا للشرعية في المرحلة الانتقالية خلال 4 سنوات، موضحا أنه "ليس معنى ذلك أنه لا يوجد مدني يستحق، ولكن "قطاعات كبيرة استدعت هذا الرجل".
الأخبار المتعلقة:
الانتخابات الرئاسية.. 2012 في مواجهة 2014
من مرسي إلى صباحي.. "عصر الليمون" مرة واحدة لا يكفي
في سباق 2012: أكثر من 20 أغنية لـ5 مرشحين.. و2014: مهرجان أغاني للسيسي
"مقاطعة 2014".. الوجه الآخر لـ"تفتيت الأصوات" في انتخابات 2012
"صديق الأمس مهاجم اليوم".. الفارون من مركب صباحي لسفينة السيسي
الأحزاب.. "لاعب رئيسي" في انتخابات 2012.. و"متفرج" في 2014
"صباحي" ما بين 2012 و2014.. شعارات ثابتة وبرنامج متغير
خبراء إعلام: "الفجوة" بين السيسي وصباحي خلقت تغطية أقل حدة من انتخابات 2012
"الشعار الانتخابي".. "إن صنته صانك وإن خنته سجنك"
"إنفلونزا الشائعات".. مرض يغزو كل انتخابات رئاسية
"المناظرة".. كابوس أطاح بموسى وأبوالفتوح.. وحلم يتمناه صباحي ويرفضه السيسي
الرشاوى الانتخابية.. زيت وسكر سابقا.. و"لمبات موفرة" حاليا
"البوسترات".. "كرنفال صور" في 2012.. واكتساح للسيسي في 2014
"اللاعب الإخواني".. الفائز في 2012.. والمطرود في 2014