"صديق الأمس مهاجم اليوم".. الفارون من مركب صباحي لسفينة السيسي
"صوتي لحمدين صباحي"، شعار رفعه العديد من أعلام السياسة والفن والإعلام قبيل انتخابات الرئاسة في 2012، منهم من رافق دربه وعاصر نضاله ورأى في نجاحه وصولًا حقيقي للثورة المصرية إلى السلطة وانتصارًا لمعاناة الفقراء وأرواح الشهداء، إلا أن الشخص ذاته عندما أعاد الكرة بعد عامين، فوجيء بعماد من أيدوه بالأمس يتنكرون لطريقه ويعلنون انتهاء صلاحيته.[FirstQuote]
المخرج السينمائي خالد يوسف، الذي ربطته بصباحي علاقة امتدت لأكثر من 10 أعوام، وكان المدعم الأول له في الانتخابات الرئاسية 2012، وخاض من أجله العديد من المناظرات التليفيزيونية وروّج لأفكار برنامجه الانتخابي، وتوقع بشدة أن الشعب سينتخب حمدين لأنه المرشح الذي يتمناه جميع المصريين، خاصة وأنه رجل متمسك بمبادئه وانحيازه للشعب المصري، ويبحث دائمًا عن حق الفقراء، فاجأ الجميع بتراجعه عن دعم صديق الأمس في الانتخابات الرئاسية الحالية، وإعلان التفافه حول منافسه عبدالفتاح السيسي، لاعتقاده بأن المرحلة الحالية تحتاج شخصًا قويًا، قائلًا: "لا بد من مرشح قوي يقود البلاد لبر الآمان"، والأدهى من ذلك أنه عارض ترشح صباحي واعتبر فيه انقسامًا لتحالف 30 يونيو.
أما الكاتب الصحفي عبدالحليم قنديل، الذي شارك صباحي في معركة النضال الطويلة أثناء رئاسته لتحرير جريدة الكرامة، وضمتهما قائمة واحدة وقفت في وجه السلطة وأسست حركة "كفاية"، وخاطر معه بالانضمام للتيار الشعبي في عهد الرئيس المعزول "مرسي"، قرر أن يتركه لدى هذه النقطة ويأخذ يد منافسه، بل وهاجم التيار الشعبي لانتقاده تدخل المؤسسة العسكرية في أمر ترشح وزير الدفاع، وتطور الأمر لمهاجمة صباحي ذاته، في الوقت الذي وصف فيه المرشح عبدالفتاح السيسي بأنه رجل دولة يدرك تحديات المرحلة وكيفية مواجهتها، وشخصية اقتصادية على علم بالوضع الاقتصادي الذي تمر به البلاد، فضلًا عن كونه يبحث عن حلول غير تقليدية لمشاكل مصر المختلفة ورفع موارد الدولة، وأن درايته بحجم الديون المصرية دليل على عمق فكره الاقتصادي.
"كل تاريخ حمدين صباحي من يوم ما كان طالب وحتى تاريخه نضال في سبيل الناس، يعرف البلد ده شبر شبر، يعرف مشاكل الناس وعاش بين العمال والمزارعين"، كلمات قالها صاحب القلم الرصاص الذي أرهب الأنظمة وتجنبه الرؤساء.. حمدي قنديل، وقف إلى جوار حمدين صباحي يوم تدشين التيار الشعبي بعابدين في سبتمبر 2013، ووصفه بأنه المؤهل إلى تحقيق أهداف الثورة والضمان الأكبر للشعب للحصول على حقوقه، ولكنه أعلن منح صوته للمشير السيسي، نظرًا للظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، واصفًا صباحي بأنه "رجل مؤمن بمبادئه ومثالي ونقي، إنما خبرته بالإدارة الحكومية متواضعة، ولذلك إذا تولى الحكم، سيواجه مصاعب كبيرة في السنوات الأولى، قائلاً "أنا أتبنى مبادئه جملة وتفصيلاَ، وكنت أتمنى أن ينجح في هذه الانتخابات بغض النظر عمن ينافسه، وأرجو أن يكون لصباحي دورًا مهمًا في الإدارة المصرية في المستقبل".[SecondQuote]
ويأتي دور "ابن الزعيم"، الذي رفع صباحي راية والده على مدار أكثر من 40 عامًا، رافقه أثناء تقدمه بأوراق ترشحه للجنة الانتخابات في 6 أبريل 2012، لم يتغير موقف المهندس عبدالحكيم عبدالناصر تجاه صباحي، إلا بعد انتشار تردد أقاويل عن ترشح المشير عبدالفتاح السيسي للانتخابات، ليفاجئ الجميع بإعلان تمنيه فوز السيسي، معتبرًا إياه امتدادًا لوالده، فهو من كسر طوق التبعية لأمريكا، ووصل الأمر لإجراء مقارنة بين السيسي وصباحي، "مقارنة بين المناسب والأنسب، والمشير هو الأنسب".
ويأتي الدور على الكاتبة الصحفية فريدة الشوباشي.. فرغم تأييدها لحمدين صباحي في الانتخابات الرئاسية السابقة واعتقادها أنه الأجدر بحكم البلاد، إلا أنها لم تكتف الكاتبة بتغيير موقفها منه وإعلان دعمها الكامل والأكيد للمرشح الرئاسي عبدالفتاح السيسي، بل وشنت على صباحي هجومًا حادًا واعتبرته نموذجًا محزنًا لمعارضته قانون التظاهر، وحسبته على من يؤيدون القتل والعنف والشغب ويدافعون عمن في السجون من المجرمين، الذين أرهبوا الشعب وقتلوا الأبرياء.
رد المرشح الرئاسي حمدين صباحي، على مؤيدي الأمس لم يتأخر، معتبرًا أنه لم يتخل عن مبادئه واستمر على نفس الطريق الذي اختاره منذ أعوام طويلة.
الأخبار المتعلقة:
الانتخابات الرئاسية.. 2012 في مواجهة 2014
السيسي وشفيق.. مرشحان عسكريان اتفقا على "الخلفية".. واختلفا في "الطريق"
من مرسي إلى صباحي.. "عصر الليمون" مرة واحدة لا يكفي
في سباق 2012: أكثر من 20 أغنية لـ5 مرشحين.. و2014: مهرجان أغاني للسيسي
"مقاطعة 2014".. الوجه الآخر لـ"تفتيت الأصوات" في انتخابات 2012
الأحزاب.. "لاعب رئيسي" في انتخابات 2012.. و"متفرج" في 2014
"صباحي" ما بين 2012 و2014.. شعارات ثابتة وبرنامج متغير
خبراء إعلام: "الفجوة" بين السيسي وصباحي خلقت تغطية أقل حدة من انتخابات 2012
"الشعار الانتخابي".. "إن صنته صانك وإن خنته سجنك"
"إنفلونزا الشائعات".. مرض يغزو كل انتخابات رئاسية
"المناظرة".. كابوس أطاح بموسى وأبوالفتوح.. وحلم يتمناه صباحي ويرفضه السيسي
الرشاوى الانتخابية.. زيت وسكر سابقا.. و"لمبات موفرة" حاليا
"البوسترات".. "كرنفال صور" في 2012.. واكتساح للسيسي في 2014
"اللاعب الإخواني".. الفائز في 2012.. والمطرود في 2014