أحد أبطال الجيش الأبيض: البعض ما زال غير مقتنع بالوباء.. ويسخرون منا
المسعف
"نقل سيدة مصابة بفيروس كورونا وعليها ملامح الزمن وقسوته دون أحد إلى جوارها سوى عكازها، وغيرها من المصابين ننقلهم بمفردهم دون أن يتواجد أحد لتوديعهم وواحدة من أصعب المواقف وأقساها"، بتلك الكلمات بدأ عمرو المتولي أحد العاملين في قطاع الإسعاف المسؤول عن نقل حالات فيروس كورونا بدمياط إلى مستشفيات العزل حديثه إلى "الوطن".
يقول عمرو البالغ من العمر 43 عاما: "عُينت في هيئة الإسعاف عام 1996 أي قبل 24 عاما بعد تخرجي من المدرسة الثانوية الفنية للتمريض حيث قررت التطوع والعمل في نقل تلك الحالات لكونه واجبا علينا جميعا في مجال عملنا المنوطين به.
يستطرد عمرو الحديث قائلا إن نقل سيدة تجاوزت الستين من عمرها ظهرت عليها ملامح الزمن وقسوته أثناء تحويلها إلى مستشفى عزل بلطيم دون وجود أحد معها سوى عكازها الذى تتكئ عليه من قسوة الزمن أبرز تلك المواقف وأصعبها، متابعا: منذ شهر مارس الماضي وبدأت التعامل مع حالات كورونا وتحويلها لمستشفيات العزل مثل "تمي الأمديد بالدقهلية وبلطيم المركزي وعزل الشباب بالمدينة في دمياط الجديدة"، حيث يكون المريض بمفرده، علاوة على نقل المصاب سواء كان أب أو أم أو طفل بمفرده دون أن يكون أحد معه.
وعن الاحتياطات الطبية التي يتخذونها خلال نقل تلك الحالات يقول عمرو: يقوم المشرف العام ومسؤولو مكافحة العدوى بأخذ كافة التدابير اللازمة لحماية الأطقم المشاركة في نقل الحالات من خلال ارتداء بدل وقائية حفاظا على صحة مقدمي الخدمة.
وعن موقف أسرته حين تطوع للعمل في نقل الحالات المصابة بفيروس كورونا كوفيد -19 يقول عمرو إن "الجميع يعلم بطبيعة عملي ويقدر ما أقوم به وما كان عليهم إلا الدعاء لي ولزملائي بأن يعيننا الله ويحفظنا ويشفى كافة المرضي ففي كثير من الأحيان منا من لا يستطيع العودة إلى أسرته لظروف العمل".
ووجه عمرو رسالته لأهالي دمياط قائلا "لا نطلب منكم سوى احترام سيارات الإسعاف وتقدير أطقم الإسعاف فحن نعمل لخدمتكم ونسمع كثيرا من السخافات من قبل البعض غير المقدر لمن بداخل السيارة من مصاب معنوياته تحت الصفر، هذا استهتار بعملنا والوباء الذى نعانى منه، علاوة على سخرية البعض وترديد أقوال مثل (مكرونة) وغيرها من الألفاظ المستحدثة حيث ما زال البعض غير مقتنع بوجود وباء، ولكن يوجد كثير من يفسح لنا الطريق بكل احترام وتقدير للمسؤولية ونسمع دعوات البعض التي ترفع من روحنا المعنوية والمصاب أيضا".
فيما وجه عمرو رسالته للأطقم الطبية قائلا "نحن نؤدى دورا عظيما وربنا يوفقنا جميعا ويعدى الأيام على خير".