شهيدان ومصابين ومئات المتعافين.. حصاد 150 يوم عزل بمستشفى النجيلة
مستشفى النجيلة
150 يومًا هي حصيلة عمل مستشفى النجيلة المركزي في علاج مصابي فيروس كورونا المستجد، بدأت باستقبال المصريين العائدين من مدينة ووهان الصينية، ثم تحول المستشفى لاستقبال المرضى وعلاجهم، لتسجل على مدار 5 أشهر قصصًا وحكايات حول أنين المرض وتضحيات أفراد الجيش الأبيض داخل أروقتها.
وأعلن الدكتور محمد علي مدير مستشفى النجيلة المركزي بمحافظة مطروح المصرية، أمس، إنهاء العمل بالمستشفى كمركز عزل وعودته لاستقبال الحالات المرضية ،والعمل بكامل طاقته لخدمة المرضى.
وكانت وزارة الصحة قررت إنهاء العمل بالنجيلة كمركز عزل، وعودته لاستقبال الحالات المرضية، والعمل بكامل طاقته لخدمة المرضى، ما تطلب "إسناد أعمال التطوير لإحدى شركات المقاولات الكبرى لرفع كفاءة المستشفى، وإعادة تطويره، ورفع كفاءة بنيته التحتية، وإجراء كافة أعمال الصيانة، تمهيدًا لاستقبال الحالات المرضية".
اثنان فقط هما حصيلة شهداء مستشفى النجيلة من الجيش الأبيض، وهما السيد المحسناوي، وناجى الجراري، وعنهما يقول محمد علام نائب مدير المستشفى "أبطال بجد، أي تعب وأي مجهود وأي مصاب بعد تضحياتهما يعتبر معملش حاجة".
"شهداء مستشفى النجيله للعزل بمطروح، رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، عمري مهنساكم في الجنة بإذن الله".. كتب "علام" عبر صفحته على "فيسبوك"، موجهًا رسالته لأسرتيهما قائلًا: "أهالي شهدائنا.. ارفعوا راسكم للسماء.. أنتم أهل بطل من أبطال الوطن".
وأوضح الدكتور محمد عبدالله، مؤسس معملي مستشفى النجيلة، أن الشهيدين كانا من أكثر الشخصيات كفاءة في عملهما، حيث تعامل معهما بشكل مباشر في بداية تحويل مستشفى النجيلة للعزل.
وتابع "عبدالله" لـ"الوطن" أن "ناجي" خصوصًا، والذي يعمل ضمن الطاقم الإداري بالمستشفى تميز بصوته المرتفع وضحكته المستمرة وشخصيته خفيفة الظل، "كنا نسهر جميعًا، وكان وجوده مميزًا، يضيف نوعًا من المتعة للمجلس".
مصابون عدة طالهم الفيروس المستجد بين جدران المستشفى، لكنهم تفوقوا عليه، وكان أبرزهم الدكتور محمد علام نائب مدير المستشفى الذي تعافى بعد أكثر من شهرين من تلقيه للعلاج.
"علام" قال في تصريحات سابقة لـ"الوطن"، إنه قطع وعدًا على نفسه بالبقاء في مواجهة كورونا حتى تنتهي، لكن إصابته بالمرض وضرورة بقائه في المنزل خلال فترة النقاهة لمدة 14 يومًا أجبرته على أخذ إجازة طويلة بعد التعافي.
وفي 29 أبريل أعلن الدكتور محمد علي مدير مستشفى النجيلة، إن إجمالي الإصابات بين العاملين في المستشفى والطاقم الطبي بلغ 24 حالة مصابة عن طريق العدوى من سيدة تبلغ من العمر 65 عامًا، أثناء محاولة الأطباء إنقاذها من أزمة قلبية.
وقال مدير المستشفى آنذاك في بيان أنه "سيتم توفير كافة التخصصات بالمستشفى، لاستكمال النجاحات التي تميز به مستشفى النجيلة في إجراء الجراحات الكبرى والنادرة قبل تحويله لمستشفى عزل".
ولفت إلى أن "مستشفى النجيلة يخدم مدن محافظتي مطروح والغربية، وكان يستقبل جميع الحالات المرضية لإجراء الكشف الطبي، وإجراء العديد من العمليات الجراحية الدقيقة، خاصة في أقسام الجراحة العامة والعظام والمسالك البولية وجراحة المخ والأعصاب وجراحة الأطفال والنساء والتوليد وفي جراحة المناظير والأورام والتجميل".
وتقدم مدير المستشفى بالشكر لجميع العاملين به من أطباء وتمريض وفنيين، والذين تركوا أسرهم لفترات كبيرة، وأثبتوا قدرات فائقة وقوة تحمل في تقديم الرعاية الطبية لمرضى فيروس كورونا، خاصة بعد اختياره كأول مستشفى عزل بمصر، إضافة إلى ارتفاع معدلات الشفاء بالمستشفى، مقارنة بباقي مستشفيات مصر.