سياسيون: الشعب أسقط الإخوان في 30 يونيو بعدما تأكد من أهدافهم
نزول الملايين من المصريين للتظاهر ضد جماعة الإخوان الإرهابية- أرشيفية
أجمع عدد من السياسيين والحزبيين، على أن جميع فئات الشعب أجمعت على ضرورة إسقاط حكم الإخوان بعدما تأكد لهم انخداعهم في شعاراتهم ولافتاتهم المزيفة، وأنهم كانوا يريدون تحويل مصر لإمارة إسلامية، وطمس كل معالم مصر الحضارية وهويتهم الثقافية والاجتماعية، وبعدما ترأى لهم وجود تواصل بين الجماعة وبعض الفصائل الإرهابية، وأن الجماعة ستستخدم العنف مع كل من يعارضها، كذلك تفهمت جميع فئات الشعب والقوى السياسية، أن الإخوان يعملون من أجل الجماعة والتنظيم الدولي وليس مصر.
و قال النائب فؤاد بدراوي، السكرتير العام لحزب الوفد، إن المصريين والأحزاب والقوى السياسية ثارت ضد الإخوان وأسقطوهم في 30 يونيو، لأن هذا الفصيل الإرهابي دعا إلى السيطرة والهيمنة وتحويل البلاد إلى نظام ديكتاتوري شمولي، في الوقت الذي كانت ثورة 25 يناير، كانت تسمو وتسعى لتحقيق الحرية والديمقراطية، وسيادة القانون، فكان طبيعيا أن يثور الشعب المصري بوعيه وذكائه، بهدف الخلاص من هذا الحكم، الذي يتسم بالشمولية والإرهاب.
وأضاف"بدراوي" لـ"الوطن"، ان المواطن انخدع في الشعارات واللافتات والعبارات، ولكنهم عندما تولوا الحكم ظهروا على حقيقتهم، وكشف الشعب ألاعيبهم، ولذلك خرج الشعب للخلاص منهم، مشيرا إلى أنهم كانوا يسعون للهيمنة والسيطرة على كل مقاليد الأمور داخل الدولة.
قال الدكتور عماد جاد، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إسقاط الشعب المصري والتفاف المواطنين والقوى السياسية لإسقاطهم ظاهرة نادرة الحدوث، لسبب بسيط، وهو أن تجتمع القوى السياسية كلها باتجاهاتها المختلفة مع كافة فئات السعب، لإسقاط فصيل سياسي، ظاهرة نادرا ما تتكرر في أي دولة من دول العالم، هذا الفصيل كان موجودا رغم أن في تاريخه مواقف غير وطنية، إلا أنه استخدم لغة خادعة، حيث كان يتحدث عن المشاركة لا المغالبة، وكانوا يقولون إنهم يحملون الخير لمصر، وصدقهم بعض المواطنين، فحصلوا هم والسلفيين على أغلبية البرلمان، وانتهى الأمر بأداء سيء للغاية، وحل بالبرلمان، لكن الأخطر عندما تولوا رئاسة الجمهورية، حيث بدأوا يعملون من أجل الجماعة وليس لمصر، وبدا يتأكد لجميع فئات الشعب والقوى السياسية، أن مصر بالنسبة لهذا الفصيل ما هي إلا وطن، وما الوطن إلا حفنة من التراب العفن.
وأضاف" جاد" لـ"الوطن"، أنهم كانوا يعملون من أجل الجماعة والتنظيم الدولي، وليس من أجل مصر، وكان يدير مصر في هذا التوقيت مكتب الإرشاد، فبدأ يعد للإعلان الدستوري، ويطلق عددا كبيرا من القتلة والمجرمين من السجون وتحديدا من الجماعات الإرهابية، وبدا يشكل فصائل مسلحة، ويتصل بتنظيم القاعدة، وبدأ يغير من الهوية المصرية، وهذا ما أدركه الشعب، وعجل بسقوطهم.
وأوضح جاد، أنهم على سبيل المثال، أطلق يد السلفييين على الصوفية والذين كانوا يريدون هدم مقابر الأولياء، وهذه أمور مستقرة في وجدان الشعب المصري على أنها أمور مقدسة، وبدأوا يستهدفون الكنيسة أيضا، ويستحوذون على كل شيء، واصبحت مصر مستباحة، وبدا يتأكد أن لهم فصيل مسلح، فشباب الأقصى الذين كانوا الذراع المسلح لحماس، هم ذراع عسكري لهم، وبدأوا يشكلون تنظيم مسلح بقيادة أسامة ياسين الذي كان وزير شباب، والذي كان قبلها مديرا لمكتب الرئيس المعزول محمد مرسي، وقد ظهروا في الاتحادية عندما اعتدوا على المتظاهرين وبدأت تظهر علاقاته بالجماعات الإرهابية، مشيرا إلى أن القوى السياسية تأكدت أن هذه الجماعة سوف تستخدم العنف والسلاح في مواجهة كل من يعترض علي قراراه، وأدرك الشعب أنه لن يستطيع مواجهة هذه الجماعة.
وأكد النائب سيد عبدالعال، رئيس حزب التجمع، أن الحزب وشبابه وقياداته كان أول المناضلين ضد حكم جماعة الإخوان الإرهابية وخرجوا للتظاهر لإسقاط هذه الجماعة مبكرا في أغسطس 2012، وكان قد مر على هذا الحكم حوالي شهرين فقط، لرفضهم استئثارهم بالدستور ودفاعا عن الدولة المدنية.
وقال عبدالعال لـ"الوطن"، إن موقف الحزب كان واضحا منذ أول يوم لحكم مرسي وهو رفض أي شكل من أشكال الدولة الدينية وانخرط بأعضائه وقياداته في النضال ضد النظام الإخواني حتى سقط في ثورة 30 يونيو 2013.
وأضاف أن الشعب خرج في ثورة 30 يونيو، لإنقاذ مصر من تحويلها إلي إمارة إخوانية، وبدأ مشروع الدولة المدنية الحديثة التى يقودها الرئيس عبد الفتاح السيسي نحو التنمية الحقيقية في كل المجالات، مطالباً جميع القوى الحزبية والشعبية بالوقوف خلف هذا المشروع الوطني، متابعا أنه رغم محاولات الإخوان تشويه التيارات المدنية التي كانت تدعي للتظاهر ضدهم إلا إنهم كنا لديهم إصرار على إسقاطهم، وجاء يوم 30 يونيو الذي فاجأهم فيه الشعب المصري الذي خرج بكل طوائفه ضد هذه الجماعة متمسكا بهويته وإسقاط هذا الحكم الفاشي.
وأكمل أن الشعب، توحدت كلمته وإرادته فاستجاب الجيش لمطالب الجماهير، ليكسر حالة الإرهاب والترويع النفسي التي كانت تمارسها الجماعة في مواجهة الشعب، وخرج السيسي ليلقى بيان 3 يوليو ليعلن سقوط حكم الإخوان ويحمي الوطن من الاختطاف، مشيرا إلى أن الشعب بعد 30 يونيو تكاتف مع قياداته من أجل إعادة بناء دولته، وطالبنا بترشيح السيسي وأيدناه بدون مطالب في وقت يتعرض فيه الوطن للخطر لحماية وحدة الأرض والشعب وتماسك الدولة وتقوية مؤسساتها.
ونوه بأن الحزب موقفه واضح وهو مساندة للسلطة الحالية والرئيس السيسي باعتبارها من أهم نتائج ثورة الشعب فى 30 يونيو ضد سلطة كانت تسعى لتفكيك الدولة، ولا يوجد بينه وبين النظام الحالي أي صفقات، مشدداً على أن الحزب سيظل يدافع عن 30 يونيو ولا تراجع عن أهدافها.