تعد الفيروسات عناصر وراثية متنقلة، من أصل خلوي
لم يبدأ العالم في التعافي بعد من فيروس كورونا المستجد الذي تسبب في وفاة أكثر من نصف مليون شخص بجميع أنحاء العالم، حتى أثارت إيطاليا الخوف في نفوس الجميع مرة أخرى، بعد ظهور فيروس ليزا النادر.
وشكلت وزارة الصحة الإيطالية، مجموعة علمية فنية للتحقيق في نفوق قطة، بعد إصابتها بفيروس "ليزا" (Lyssa) النادر الذي لم يتم العثور عليه إلا مرة واحدة بالعالم في الخفافيش.
اسم الفيروس الغريب لم يكن هو الأول، حيث اكتشف فيروس "يارا" أخصائيا علم الفيروسات بيرنارد لا سكولا من جامعة "إيكس مارسيليا" في فرنسا، وجوناساس أبراهاو من جامعة "ميناس جيرايس" الفيدرالية في البرازيل، والاسم يرجع إلى حورية الماء "يارا" في الأساطير البرازيلية في بحيرة "بامبولها" الاصطناعية الموجودة في مدينة "بيلو هوريزونتي" البرازيلية، بحسب موقع "science alert" العلمي.
وأثار فيروس "يارا"، جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ إن الاسم نفسه غريب، ويتحدد العلماء اسم الفيروس بناء على خصائصه الجينية والحمض النووي، وفقا لموقع "NBCI" الأمريكي.
تعريف الفيروسات
والفيروسات هي طفيليات صغيرة تصيب الخلايا البشرية، وتحتوي إما على الحمض النووي الريبي أو الجينوم "DNA" المحاط بطبقة واقية من البروتين المشفر ما يجعل التقاطه صعبا على الجهاز المناعي، وتم اكتشافها في أوائل الستينات بواسطة المجهر الإلكتروني باستخدام تقنيات التلوين السلبي
وتعد الفيروسات عناصر وراثية متنقلة، من أصل خلوي، وتعتمد في سرعة انتشارها على خلايا الجسم المضيف، والتمثيثل الحيوي لخلايا النواة أو الخلايا البدائية النواة، ويسمى جسيم الفيروس كاملا "Virion".
وتتمثل المهمة الرئيسية لجسيم الفيروس في إيصال جينوم الحمض النووي أو الحمض النووي الريبي إلى الخلية المضيفة بحيث يمكن نسخ الجينوم وتكراره بواسطة الخلية المضيفة.
تصنيف الفيروسات
ويتم تجميع وتصنيف الفيروسات على أساس الحجم والشكل والتركيب الكيميائي وهيكل الجينوم وطريقة التكرار، وتم حصر عدد الفيروسات التي تصيب البشر حاليًا في 21 عائلة من الفيروسات المختلفة التي تنحدر من الفقاريات إلى البروتوزوا والنباتات والفطريات إلى البكتيريا.
كيفية تسمية الفيروس
ويتم تسمية الفيروسات وفقا بنية الجينوم وطريقه تكاثره، بما في ذلك التركيب الكيميائي للحمض النووي وتكوينه، سواء كان الجينوم أحاديًا أو متعدد الأطراف، وخلال الستين عاما الأولى من اكتشاف الفيروسات لم يكن هناك نظام لتصنيف الفيروسات، وبالتالي تم تسمية الفيروسات عشوائيا، وهي ممارسة مستمرة حتى اليوم.
ويمكن تسمية فيروسات الفقاريات وفقًا للأمراض المرتبطة بها، مثل فيروس شلل الأطفال أو داء الكلب، أو نوع المرض الذي يسببه، أو المواقع الموجودة في الجسم المصاب أو التي تم عزل الفيروس منها أولا، مثل فيروسات الأنف، فيروسات الأدينو.
كما تتم تسمية بعض الفيروسات وفقا للمكان الذي تم فيه عزلها لأول مرة، مثل فيروس"Sendai"، فيروس "Coxsackieviev"، أو نسبة إلى العلماء الذين اكتشفوها، مثل فيروس إيبستن بار، أو للطريقة التي تخيل الناس أنها مصابة بها، مثلما تم تسمية فيروس حمى الضنك، ومعناه روح شريرة، وفيروس الأنفلونزا، ومعناه تأثير الهواء السيئ.
وأصبحت الأسماء اللاتينية هي الشائعة في تسمية عائلات الفيروسات مثل "viridae"، والأسماء المشتقة تنتهي بـ"virinae"، مع استخدام أسماء العامية لوصف الفيروسات داخل الأجناس.
معايير اختيار اسم الفيروس
في عام 1962، اقترح العلماء " Lwoff" و"Horne" و"Tournier "، خطة شاملة لتصنيف جميع الفيروسات، وتعتمد على نظام التسلسل الهرمي اللينيني الكلاسيكي من حيث كيفية انتشار الفيروس، والأسرة التي ينتمي إليها والجنس والأنواع، ووضع أربع معايير لتصنيفات الفيروسات وتسميتها وهي:
-طبيعة الحمض النووي في جسيم الفيروس.
التماثل من قذيفة البروتين.
وجود أو عدم وجود غشاء الدهون.
أبعاد جسيم الفيروس وبروتين غشاء الفيروس.
يذكر أن أكثر من 90% من جينات يارا لم يسبق توثيقها من قبل، ولا يزال العلماء يبحثون الفيروس الجديد لمعرفه مصدره وخطورته.
تعليقات الفيسبوك