"إيمان" إحدى أبطال الجيش الأبيض: مرعوبة من نقل العدوى لأطفالي
فنية التمريض: لن أنس تخلي ابنة عن والدتها العجوز خشية الإصابة
إيمان
"عايشة حالة من الرعب أن أنقل عدوى فيروس كورونا لأبنائي الثلاثة خاصة وأنني أعمل كممرضة بمستشفى الصدر المخصصة لاستقبال حالات الإصابة بفيروس كورونا في الوقت ذاته زرعة عمري كله مصابين بحساسية صدر وهو ما يجعلني قلقة طوال الوقت عليهم".. بتلك الكلمات بدأت إيمان فاروق 33 عاما فنية تمريض بمستشفى صدر كفر الشيخ حديثها لـ"الوطن".
وقالت إيمان: "أذهب يوميا إلى عملي صباحا لأعود إلى منزلي في المساء فأنا أم لثلاثة أطفال ورغم أنهم مصابين الثلاثة بحساسية صدر لكنني لم أتخلى عن واجبي الإنساني في تلك الأزمة التي تمر بها البلاد حيث من الوارد انتقال العدوى لهم في أي توقيت لكونهم مصابين بأمراض صدرية".
وأضافت فنية التمريض: "مفيش موقف أصعب على قلب الأم زي لما يجري علي طفلي الصغير أول لما أدخل البيت بعد عودتي من العمل ليحضنني فأقول له أبعد يا حبيبي أنا معدية فهذا شعور صعب للغاية على أطفال أكبرهم لم يتخطى عمره الـ6 سنوات، وأقمت لمدة أسبوع مع أطفالي بالماسك خشية نقل العدوى إليهم وعلى هذا الوضع منذ شهر مارس الماضي".
وتابعت إيمان: "لعل أبرز المواقف التي لن تمحى من ذاكرتي كانت لسيدة عجوز تبلغ من العمر 85 عاما محجوزة اشتباه كورونا لحين ظهور نتيجة المسحة فحينما كنت أعطي لها العلاج، ابنتها كانت واقفة في آخر العنبر خايفة تلمس والدتها لتنقل لها العدوى حينها نظرت لها وعيناي غرغرت بالدموع من هول الموقف والأم كانت في دنيا ثانية لم تشعر بشيء وبعدما أعطيت لها العلاج وضعتها على السرير وتحركت لمتابعة باقي الحالات وبعدها تبين إيجابية حالة السيدة".
واختتمت إيمان قائلة: "عشت فترة صعبة خلال عملي مع حالات كورونا لن أنساها ولكن بحمد ربنا ليل نهار أن قدرت أخدم حالات كانت بحاجة للمساعدة حقا ومش زعلانة من أي موقف حدث وتسبب في ضيق لي يوما ما فالمهم قدرت أخدم أشخاص كانوا بحاجة للمساعدة ولكن كنت أريد أن يخاف الناس على بعضهم البعض ويتعظوا ولا يتنمروا على بعضهم البعض"، مطالبة المواطنين بالالتزام بإجراءات التباعد والنظافة الشخصية وارتداء الكمامة.