صور.. القصة الكاملة لغضب الكنائس من 4 كتب متهمة بتحريف الكتاب المقدس
"الإنجيلية" تتبرأ و"إرميا" يعتبرها مؤامرة.. وأغاثون: هدفها دمج الأديان
غلاف كتاب البيان الصريح لحواريي المسيح
شغل الرأي العام القبطي والكنسي خلال الساعات الماضية، تداول أربع كتب اتهمت بأنها تحتوي على ترجمات خاطئة للكتاب المقدس وتحوي تحريفا لنصوص الكتاب المقدس وتمس العقيدة المسيحية وتهدم الإيمان المسيحي وهي: "المعنى الصحيح لإنجيل المسيح، والبيان الصحيح لحواري المسيح، والإنجيل قراءة شرقية، وقراءة صوفية لإنجيل يوحنا".
كانت البداية عبر تقدم القس أشرف نادي حبيب، عضو مجمع القاهرة الإنجيلي المشيخي، وسنودس النيل الإنجيلي، بخطاب إلى قيادات السنودس الإنجيلي يكشف عن اشتراك وتأييد البعض من أعضاء السنودس وهيئاته التعليمية لمشروع الترجمات للكتاب المقدس والمُسَمَّى بمشروع "المعنى الصحيح لإنجيل المسيح"، وهي الترجمات التي تنكر الثالوث وألوهية المسيح وعمله الكَفَّاري لأجل خطايا العالم وعصمة الكتاب المقدس، بحسب القس.
وطالب القس أشرف نادي، بالتحقيق في مشروع هذه الترجمات انطلاقا من المادة 236 من دستور الكنيسة الإنجيلية المشيخية بمصر الخاصة بِسُلْطات السنودس.
و"المعنى الصحيح لإنجيل المسيح" قدمه الدكتور الهادي جطلاوي عميد كلية الآداب بتونس، وشارك في هذا العمل إلى جانب لجنة الترجمة: "الدكتور عيسى دياب، الدكتور إكرام لمعي، عواطف زويدي، الدكتور نور الدين العربي، الدكتور علي المخلبي".
أما كتاب "البيان الصريح لحواريي المسيح"، فقدمع عبداللطيف عبيد، وشارك في هذا العمل إلى جانب لجنة الترجمة: "الدكتور إكرام لمعي، عواطف زويدي، علي المخلبي، الدكتور نور الدين العربي".
ليصدر عقب ذلك بيان من سنودس النيل الإنجيلي، المجمع الأعلى للكنيسة الإنجيلية المشيخية بمصر، أعلن خلاله أنه لا علاقة له على الإطلاق بالترجمة المزعومة التي صدرت من مؤسسة خارج مصر في مجلدين تحت اسم "المعنى الصحيح لإنجيل المسيح"، و"البيان الصريح لحواري المسيح".
وقال السينودس في البيان الذي حمل توقيع القس نادي لبيب رئيس السنودس، والقس رفعت فتحي أمين عام السنودس، إن الكنيسة الإنجيلية المشيخية لم تشارك هي أو أي من مجالسها أو مؤسساتها في هذه الترجمة، كذلك لم يكلف السنودس أي من أعضائه بالاشتراك فيها.
من جهته، أعاد المكتب الإعلامي للطائفة الإنجيلية تصريحات تلفزيونية قديمة للقس الدكتور أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية رفض خلالها بعض ترجمات الكتاب المقدس، قائلا: "إن تطويع النص لأي ألفاظ أو اتجاهات أمر مرفوض"، مشيرا إلى أنه يريد النص كما تكلم به الروح القدس.
رابط الفيديو:
https://www.facebook.com/PcEgypt.net/videos/299884158058674/?t=0
لتصدر عقب ذلك دار الكتاب المقدس في مصر بيانا أعاد المركز الإعلامي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية نشره على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، نفت فيه الدار علاقتها بكتاب "المعنى الصحيح لإنجيل المسيح"، مشيرةً إلى أنها لم تشترك في أي عمل يخص الكتاب المذكور، مشددةً على أن لجنة داخلية متخصصة قامت بالاطلاع على الكتاب ورفضت مضمونه ومنهجية إعداده.
وأثار كتاب "المعنى الصحيح لإنجيل المسيح" ضجة ملحوظة الأيام الماضية، إثر تداول مقتطفات من محتواه تضمنت ترجمة لبعض آيات الكتاب المقدس، تعمد إلى تقديم معاني للآية تتنافى مع أساسيات الإيمان المسيحي.
وقالت الدار إنها "لم ولن تقم بتوزيع هذا الكتاب بأي صورة مطبوعا أو إلكترونيا، وأن الدور تقوم بنشر الترجمة العربية البيروتية (فاندايك) وتحتفظ بحقوق الطبع والنشر في مصر والعالم لهذه الترجمة المستخدمة والمعتمدة منذ عقود عديدة في معظم الكنائس في مصر والعالم العربي".
وأضافت الدار، أنه بمراجعة متخصصة للإصدار المذكور تبين رفض مضمونة ومهجية إعداده حيث لم يتوفر له الالتزام بمعايير وضوابط الترجمة التي أقرها اتحاد دور الكتاب المقدس ويتفق عليها علماء الترجمة والمتخصصون فيها، مشيرة إلى الانزعاج من استخدام بعض المفردات والمصطلحات المستخدمة في الإصدار التي تقود إلى زعزعة الكثيرين عن الإيمان والحقائق الأساسية التي يجب أن يتعامل معها الجميع بكل يقظة وحذر، ومن غير المقبول أن تؤدي محاولات التبسيط للتواصل مع مختلف الثقافات إلى مثل الخلل الجوهري في التعبير عن أساسيات وثوابت الكتاب المقدس.
وبدوره قال المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، إن الأربعة كتب المحرفة الخاصة بما يعرف بترجمات الكتاب المقدس، لم تصدر من دار الكتاب المقدس أو طُبعت به وهو الجهة الوحيدة المنوط لها طباعة الكتاب المقدس في العالم.
وأضاف المركز في بيان له حمل توقيع الأنبا إرميا الأسقف العام بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أنه نظرًا للاستفسارات والاتصالات التي وصلت بخصوص الأربعة كتب فهي محرفة للنصوص، وأن هذه الترجمة تنشر بدعا وهرطقات لهدم الإيمان المسيحي السليم، والمقصود من هذا التحريف نقض وهدم العقيدة المسيحية وإضاعة لاهوت وجوهر السيد المسيح.
وتابع إرميا: "أن أصحاب هذه المؤامرة المتشعبة والمترامية الأطراف في استخدام ترجمات فاسدة ذات صبغة أريوسية لإحياء هرطقات انتصرت عليها الكنيسة منذ قرونها الأولى، نحذر من هؤلاء الناشرين بأفكارهم واتباعهم".
كما أصدرت لجنة التعليم والعقيدة بإيبارشية مغاغة للأقباط الأرثوذكس بالمنيا برئاسة الأنبا أغاثون أسقف الإيبارشية، بيان حول ما اعتره بالترجمات المخالفة للإيمان المسيحي الواردة في الكتب الأربعة المتداولة.
وقال أغاثون، إن الترجمة صدرت من أناس ليس لهم الحق في ترجمة وطباعة الكتاب المقدس، وأنها احتوت على ترجمة خاطئة متعمدة تؤدي إلى أضرار جسيمة متعددة الجوانب في مقدمتها الشك والطعن في صحة وسلامة الكتاب المقدس.
وأضاف الأسقف، أن أصحاب هذه الترجمة لهم هدف خطير وهو إحياء البدعة الأريوسية التي حاربت لاهوت المسيح في الماضي وقضت عليها الكنيسة الجامعة في مجمع نيقية عام 325 ميلادي، بحضور 318 أسقفا من كنائس العالم ووضع ضدها قانون الإيمان المسيحي الذي يؤمن به كل مسيحي في العالم.
وأشار الأسقف إلى أن الدافع لظهور هذه الكتب حاليا يعود إلى السعي إلى الوحدة الخاطئة بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والطوائف المسيحية وكل الديانات للزعم بإيجاد أرضية مشتركة بأن جميع الديانات تصلح أن تكون ديانة واحدة، قائلا: "هذا زعم خاطئ لا يمكن قبولة وتحقيقه على أرض الواقع إطلاقا، وأن هذه الترجمة لها أضرار تمس الإيمان المسيحي بصفة عامة ومستقبل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وأبنائها الروحي بصفة خاصة".
وطالب الأنبا أغاثون، من إدارات الكليات الإكليريكية والمعاهد الدينية والمراكز التعليمية والمكتبات العامة والكنسية الانتباه لهذه المجموعة من الكتب والعمل على التوعية بعدم شرائها وتوزيعها نظرا للمغالطات الجسيمة التي بها، قائلا: "إن القبول بهذه الترجمة وما جاء فيها والسكوت عن إدانتها وطباعتها وتوزيعها هي موافقة ضمنية لكل هذه الأضرار الجسيمة".