رغم انتهاء الحظر وعودة الحياة إلى طبيعتها بقرار من مجلس الوزراء، إلا أن كثيرا من الآباء والأمهات ما زالوا يمنعون أبناءهم من الخروج إلا للضرورة، خوفاً عليهم من الإصابة بفيروس كورونا، لتبقى العوالم الافتراضية أو ما اصطلح على تسميته بين العامة بـ"second life"، هى الوسيلة التى تستحوذ على أدمغة الأطفال، وتمنحهم حرية ممارسة كافة الأنشطة ولكن بشكل افتراضى.
من أشهر الألعاب الإلكترونية التى استحوذت على اهتمام الأطفال مؤخراً، "روبلوكس"، وهى لعبة فيديو جماعية موجهة للأطفال من سن 8 سنوات إلى 18 سنة، وفيها يحصل الطفل أو المراهق على شخصية افتراضية باسمه، ويبدأ فى ممارسة الأنشطة المختلفة مع أصدقائه من الذهاب إلى الأندية، التسوق، بناء المنازل، وعلى الرغم من أنها لعبة إلا أنها لم تخل من انتهاكات جنسية، فـ"أمبر بيترسن"، أم أمريكية من ولاية كارولينا الشمالية، تعرضت ابنتها 7 سنوات للاغتصاب فى اللعبة مما أثر على صحتها النفسية، وسبب لها صدمة بحسب صحيفة "ديلى ميل".
مروة حامد، ربة منزل، تشكو من سيطرة اللعبة على عقل ابنيها الصغيرين: "لا يفارق أبنائى آدم 7 سنوات وعمرو 9 سنوات اللعبة طوال اليوم، وعندما أحاول فهم تفاصيل اللعبة لا أستوعبها، وبعد سؤال فى أحد جروبات التعليم، عرفت أنها لعبة افتراضية، يمارس فيها الطفل أنشطة تشبه ما يحدث فى الواقع من خلال أفاتار، والمشكلة أن تأثيرها عليهم كان صعب وتحديداً فى نقطتين، الأولى فى انفصالهم عن الواقع تماماً، والثانية فى انعزالهم ورفضهم للاختلاط بالناس، وكذلك التحدث بطريقة غريبة وغير ملائمة".
"هذا من تأثير كورونا"، كلمات الدكتور جمال فرويز استشارى الطب النفسى، حول ألعاب العالم الافتراضى التى باتت تغزو البيوت المصرية، محذراً من آثارها السلبية التى لا تعد ولا تحصى: "الأمهات والآباء يشعرون بالذنب تجاه أطفالهم، وبالتالى يكون الحل فى ترك الهواتف المحمولة لهم بالساعات، بعد أن كانت أوقات محددة، والنتيجة أطفال مشوهون نفسيا، لا يعرفون الفرق بين الصواب والخطأ".
وشرح "فرويز" تلك الآثار: "أول أعراض تلك الألعاب وأبرزها ضعف التحصيل الدراسى، تشتت الانتباه، فقدان الأحساس بالواقع، العزلة الاجتماعية، وأحيانا إذا كان ارتباط الطفل شديداً باللعبة قد تحدث له نوبات صرع، تزيد وتقل بحسب شخصيته، وأهم التأثيرات والتى قد تكون غير ملموسة، هى اكتساب الأبناء سلوكيات وقيم ليس لها علاقة بالمجتمع المصرى وخصوصاً الجنسية والأخلاقية، وقد تسبب فى صدمة نفسية عندما يتعامل مع المجتمع الخارجى".
تعليقات الفيسبوك