كريم رضا
كريم رضا عباس، 13 عامًا، ليس فقط الابن البكري لأسرته، وإنما رب وعائل لها، فهو يعمل لأكثر من 10 ساعات يوميًا، لمساعدة والده فى ظروف المعيشة، لذا كان تغيبه عن المنزل لمدة 6 أيام كارثة كبيرة، هزت كيان الأسرة اقتصاديًا وفككتها أيضًا، فمنذ خروجه من منزله بمنطقة أبورواش بالجيزة، يوم الاثنين الماضى، لم يذهب إلى عمله على إحدى عربات الكبدة بكرداسة، ولم يعد للمنزل.
فى ظروف غامضة، اختفى "كريم"، وجن جنون والداه، وخرجا من المنزل يبحثان عنه بكل الطرق، وحررا محضر تغيب فى قسم الشرطة، وعندما لم تفلح أي طريقة، لجأ إلى التكنولوجيا وصورا "فيديو لايف" استغاثا فيه من فقدان ابنهما: "ابني خرج يوم الاتنين الساعة 5 ونص عشان يروح الشغل، والست اللي بيشتغل عندها على عربية الكبدة، اتصلت علينا الساعة 6 ونص وبتقول كريم مجاش، قلنا شوية وهيروح ولحد الساعة 9 ما رحش خالص"، بحسب رضا عباس، والده.
يحصل "كريم" على 30 جنيهًا أجرة يومية، ورغم التعامل السيئ من صاحبة عربة الكبدة، فإنه كان يتحمل من أجل أسرته: "كانت دايمًا تضربه وتشتمه، بس كريم عمره ما ساب الشغل ولا هرب، ده مش طبعه"، وأكد والده أنه لم يعتد الخروج مع أصحابه: "كريم كان إيدنا ورجلنا، بيساعدنا فى كل حاجة، وخرج من المدرسة وهو فى رابعة ابتدائى عشان يساعدنا فى المصاريف".
لم يترك الأب مكانًا من المحتمل أن يذهب إليه "كريم" إلا وطرقه بحثًا عنه: "سألنا كل العيلة وقرايبنا اللى فى البحيرة، محدش سمع عنه أى حاجة".
حرر "رضا"، محضرًا فى قسم شرطة كرداسة، للإبلاغ عن غياب نجله: "أنا وأمه وأخواته لا بناكل ولا بنشرب، ولا عارفين ننام، عمالين ندور عليه، وطبعنا صوره ونزلنا لفينا بها فى الشوارع، وطلعنا فيديو على الفيس بوك، عشان الناس تحس بقهرتنا ووجعنا ويقدروا يساعدونا يمكن يكون حد شافه".
تعليقات الفيسبوك