الصيام مع ارتفاع درجات الحرارة
يتزامن تحذير الدكتور محمد علي فهيم أستاذ التغيرات المناخية عن ارتفاع درجات الحرارة في الأيام المقبلة، بداية من الأربعاء حتى السبت، بسبب تعرض البلاد لظاهرة مناخية، وتأثر وسط وجنوب البلاد بامتداد منخفض السودان، ويتعمق المنخفض على مناطق جنوب الصعيد بالتحديد، فترة صيام الناس للعشر الأوائل من ذي الحجة.
وشرح أستاذ التغيرات المناخية بمركز البحوث الزراعية، لـ"الوطن"، أنّ الظاهرة ينتج عنها ارتفاع قياسي في درجات الحرارة أيام الأربعاء والخميس والجمعة المقبلين 29، 30، 31 يوليو، سيكون أشدها حرارة هو أيام الأربعاء والخميس أي يوم 29- 30 يوليو، تصل في القاهرة 43 °م والمنيا وبني سويف والفيوم وأسيوط 45°م وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان 47°م، ووصفها بالخطيرة.
وأوضح أنّ الأمر قد يؤثر على الكثيريين ويجعلهم غير قادرين على أداء مهامهم اليومية، إضافة إلى المشكلات الصحية والإرهاق والهبوط نتيجة للصيام للفوز بثواب الأيام العشر قبل عيد الأضحى المبارك.
وتابع أنّه مع الصيام والعطش الشديد والمجهود الذي يبذله الكثيرون أثناء ذهابهم لأعمالهم اليومية أو قضاء حاجتهم قد يتعرضون لإرهاق مفاجئ وهبوط في الدورة الدموية، الأمر الذي قد يشكل خطورة عليهم.
وأوضح الدكتور محمد رشاد استشاري الجراحة العامة بمستشفى المطرية التعليمي، أنّ الدورة الدموية عبارة عن عملية انتقال ثاني أكسيد الكربون، والأكسجين بين الرئتين عن طريق الأوردة والشرايين بمساعدة القلب الذي يضخ الدم ويسحبه، ويحدث الهبوط بسبب عجز الجهاز الدوري عن الحفاظ على إمدادات المواد الغذائية والأكسجين وإزالة ثاني أكسيد الكربون ونواتج عملية الأيض، ما يؤدي لحدوث إضرابات في عملية توزيع الدم أو قد يسبب نقص في حجم وكمية الدم.
وبسبب الحرارة الشديدة والإرهاق والإجهاد، لفت إلى أنّ الشخص قد يتعرض لهبوط مفاجئ في الدورة الدموية، ما قد يسبب له مضاعفات صحية.
شرح رشاد أنّ هناك أعراضا لهبوط الدورة الدموية والتي تكون بمثابة إنذار للجسم، وتخبر الشخص أنّه لا بد من الاستلقاء في الظل والراحة على الفور، وهي كما يلي:
الشعور بعدم الاتزان.
عدم القدرة على الوقوف.
برودة الجلد وشحوب لونه وفي بعض الأحيان الإغماء.
تسارع نبضات القلب.
الصداع وتشوش الرؤية.
شرح رشاد، لـ"الوطن"، أنّه لا بد للشخص أن يشرب الكثير من الماء خلال الإفطار والسحور ويتجنب الاستلقاء مباشرة.
ويمكن ممارسة بعض التمرينات الرياضية البسيطة بعد السحور لتنشيط الدورة الدموية والحفاظ على كفاءتها.
تجنب التعرض المباشر للشمس والنظر إليها والحفاظ على التهوية الجيدة وعدم تشغيل التكييفات مباشرة بعد التعرض للطقس الحار، لأن ذلك يسبب خللا في الجسم، ويجب في البداية غسل الوجه جيدا بالمياه ثم الاستلقاء في مكان جيد التهوية وتشغيل المروحة.
وشدد استشاري الجراحة العامة على أن المياه هي أهم عنصر يقي من الإصابة بالهبوط، واستمرار غسل الوجه يساعد في الحفاظ على نضارة الجلد وعدم الجفاف، كما يجب عدم تناول المشروبات الغازية والمسكرة بكثرة في الإفطار لأن ذلك يسبب جفافا في الجسم والشعور بالإرهاق والتعب.
يجب الابتعاد عن الأطعمة المالحة والمليئة بالكربوهيدرات، وتجنب رفع الأشياء الثقيلة أو الوقوف لفترة طويلة، والاستحمام بالماء البارد.
ونصح استشاري التغذية والعلاج الطبيعي الدكتور محمد مصطفى، أنّه ينبغي على الأشخاص شرب الماء بكثرة لأن ذلك يحافظ على الجسم رطبا ويقيه من الجفاف، وتناول الخضروات والألياف، والابتعاد عن المانجو والعنب والتين البرشومي وزالبلح المجفف والسكريات العالية بشكل عام، لأنها تتسبب في زيادة الوزن والشعور بالعطش الشديد والإحساس بالهبوط.
كما يمكن تقسيم الوجيات بين الإفطار والسحور وعدم تناول وجبات دسمة مرة واحدة عند الإفطار، والجلوس في مكان به تهوية جيدة وعدم الإجهاد المبالغ به والحركة كل ساعة على الأقل مع فرد الساقين او التمشية قليلا لمدة 10 دقائق للحفاظ على كفاءة الدورة الدموية وعدم الشعور الإجهاد والهبوط والعطش.
تعليقات الفيسبوك