هدوء بمحيط عمارة "الشربتلي" بعد إخلائها من السكان: مش محتاجين مترو.. عندنا عربيات
محيط العقار المائل بالزمالك
سادت حالة من الهدوء داخل منطقة الزمالك، بعد الضجة الكبيرة التى ثارت أمس، في أعقاب ظهور ميل في عمارة "الشربتلى" بشارع البرازيل، بسبب حدوث هبوط أرضى، نتيجة أعمال الحفر لمشروع مترو الأنفاق بالمنطقة، ما استدعى إخلاء العمارة من السكان، حرصا على سلامتهم، لحين فحص العقار، وظهرت الحواجز الحديدية والتواجد الأمني، على بعد مسافة قليلة من العقار، كى تمنع دخول أى فرد إليه.
على بعد خطوات قليلة من العقار المائل، جلس سعد السيد، 49 عاما، حارس عقار، بملابس تدل على جذوره الصعيدية، أمام العمارة، والذى كان من أوائل شهود العيان على حادث ميل العقار، فيقول: "بقالى 30 سنة شغال هنا، وكنت من أوائل الناس اللى شافت المشكلة"، مضيفا أن العقار يقع أمام موقع إنشاءات مترو الأنفاق، وعملية الحفر كانت تتم أمامه، مما تسببت فى هبوط العقار وميله: "سكان العمارة كانوا رافعين قضايا كتير عشان خطورة إنشاء المترو، وإللى خافوا منه حصل"، مشيرا إلى أن هذه الحادثة لم تكن الأولى فى تاريخ المنطقة، بل حدثت منذ فترة فى أحد العقارات بشارع أحمد حشمت، وكان السبب أيضا إنشاءات مترو الأنفاق، وتم إخلاء العقار من السكان، ثم عادوا إليه مرة أخرى بعد إصلاح التصدعات: "مش أول مرة تحصل ولا آخر مرة، لكن الفرق بين العمارتين، إن عمارة الشربتلى حصل فيها هبوط فى الجراج وحصل فيه شروخ، صعب تتحل".
وتابع "السيد" أنه تم إخلاء العقار بالكامل، منذ أمس، والشرطة تمنع دخول أى فرد: "السكان نفسهم مش عارفين هيحصل إيه، ولا هيرجعوا ولا لأ".
من جانبه، يقول محمد إبراهيم، صاحب سوبر ماركت مجاور للعقار المائل، إن ما حدث كان متوقع حدوثه منذ بداية إنشاءات المترو من قبل 3 سنوات، وذلك بسبب طبيعة تربة المنطقة، فهى طينية لكونها جزيرة فى الأصل، وتم البناء عليها، لذلك لم تتحمل أعمال الحفر: "المنطقة هنا كل عمارتها قديمة، وصعب تتحمل الحفر تحتها أو بالقرب منها، وكل السكان هنا مهددين يحصل لهم كده"، مضيفا أن الحادثة وقعت فى الحادية عشرا من صباح أمس، وعلى الفور بدأت السكان في النزول إلى الشارع، والشرطة أخلت المكان: "السكان كانوا ماشيين مش عارفين مصيرهم إيه، لأن العمارة مهددة بالانهيار فى أى وقت".
وأشار "ابراهيم" إلى سماعه من أحد السكان بالمنطقة، بأنه تم عرض مبلغ 30 ألف جنيه للسكان المتضررين: "سمعت إن الحكومة هتعوضهم، لأن كل الشقق إيجار مش تمليك"، موضحا أنه عقب إخلاء العقار، تم وضع ونش كبير أمام العمارة، كى يثبتها فى حين انهيارها، لمنع حدوث تأثير على العقارات المقابلة والمجاورة لها: "مفيش حد بيعدى من قدام العمارة، والشرطة موجودة طول الوقت".
فى سياق متصل، يقول محمود على، 32 عاما، صاحب أحد المحال المجاورة للعقار المائل، إنهم جميعا بالمنطقة عاشوا في حالة من الذعر، بسبب مشهد العقار بعد ميله، خاصة جراج العقار، ومشهد السكان عند مغادرتهم المنطقة، وشعروا بأنهم معرضون لنفس الوضع: "البيوت هنا لما بيكون فيه حفر أو ونش بتتهز، لأنها مش مستحملة"، مضيفا أن الدعاوى القضائية التى تم رفعها من قبل السكان لإيقاف العمل في مشروع المترو، تم رفضها لكونه مشروعا عاما للدولة: "الناس هنا مش محتاجين مترو، لأن أغلبهم معاهم عربيات، وكلنا خايفين يكون الدور علينا".