"شوغالي 2".. فيلم روسي يفضح ميلشيات السراج ونشاط المرتزقة في ليبيا
قصة حقيقية لخطف عالم روسي ومترجمه
فيلم شوغالي
كشفت تقارير صحفية عالمية أن ما يحدث في ليبيا حاليا من نشاط المرتزقة، يمثل أحداث واقعية لـ فيلم "شوغالي 2"، واصفة ما يحدث بـ "الفوضى العارمة" ومؤكدة أن الأزمة لا تزال مستمرة.
وبحسب"سبوتنيك" الروسية، مضى أكثر من عام على خطف عالم الاجتماع الروسي والباحث مكسيم شوغالي ومترجمه سامر سويفان، ولاقت جميع الجهود المبذولة لاسترجاعهما الفشل، ولا يزالان يقبعان في السجن ويعانيان الاضطهاد والظلم في سجون حكومة السراج.
وانتهكت حكومة السراج والميلشيات التابعة لها كل مواثيق حقوق الإنسان بسلبها حرية عالم الاجتماع الروسي ومترجمه، بعد اختطافهما وإيداعهما داخل زنزانة في سجن معيتيقة بشكل غير قانوني وبدون توجيه أي تهم لهم أو محاكمتهم.
وكان مكسيم شوغالي قد وصل إلى ليبيا بدعوة رسمية ليجري بحوثا اجتماعية ودراسة الوضع الاقتصادي في ليبيا والتي من شأنها أن تخاطب جذور الأزمة وتحلها، وعلى الرغم من سلامة أوراقهما وحصولهما على دعوة رسمية جاءت المفاجأة الصادمة عندما اختطفتهما ميلشيات مسلحة تابعة لحكومة السراج من ميدان الشهداء واقتادتهما إلى سجن معيتيقة المعروف بسمعته السيئة وقسوة سجانيه.
وأكّد ناشطون ليبيون أن "مكسيم" و"سامر" لا يزالان مختطفان لأن حكومة السراج لا تريدهما أن يكشفا حقيقة عدم رضا الشعب الليبي عن حكومة السراج وسياساتها كاستخدامها للمجموعات الإرهابية المسلحة للسيطرة على المدينة وإرهاب المدنيين أمام العالم.
وتسيطر على السجن ميليشيا الردع التي يقودها إرهابي ينتمي لتنظيم القاعدة يدعى عبدالرؤوف كارة، تتهمه الأمم المتحدة بالتعذيب والقتل والاتجار بالبشر داخله.
وبعد كل هذه الأحداث وعدم فعالية جميع المحاولات الحثيثة للإفراج عن عالم الاجتماع ومترجمه، تم إنتاج فيلم شوغالي، الذي صوّر معاناة الشعب الليبي، وضيق الحال التي وصل إليها عالما الاجتماع المختطفين، وفساد وزراء في حكومة الوفاق الوطني وكيفية اختلاسهم أموال الشعب الليبي.
وحصد الفيلم إعجاب المشاهدين حول العالم وبالأخص الشعب الليبي الذي يعيش هذه المعاناة ويعرف كل تفاصيل الفيلم أفضل من أي شخص، وساهم الجزء الأول في إجبار الدول على التعاطف مع قصة مكسيم وسامر.
كما انتقد المشاهدون حكومة السراج واعتمادها على المجموعات الإرهابية للسيطرة على الشعب بشكل رئيسي، وعبروا عن رفضهم لسياسة حكومة السراج في انتهاك حقوق الإنسان واختطافهم للمدنيين وتعذيبهم لسنوات طويلة في سجونها.
وبعد أن فضح الجزء الأول فساد حكومة السراج وسلّط الضوء على الواقع الليبي المتأزّم وتعامل السراج مع المرتزقة الأجانب والجماعات الإرهابية من أجل إبقاء سيطرته على العاصمة الليبية طرابلس ، أعلنت الشركة المنتجة للفيلم أنها ستنتهي قريبا من تصوير الجزء الثاني للفيلم وسيتم عرضه في خريف عام 2020.
وسيكشف الجزء الثاني العديد من الحقائق التي لم يكشفها الجزء الأول وسيسلّط الضوء على قصة "مكسيم" و"سامر" من جهة أخرى.
وحاولت روسيا مساعدة مواطنيها المختطفين بالطرق الدبلوماسية، لكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل ، فمكسيم وسامر مختطفين لدى مجموعات إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة وحكومة السراج والتي بدورها قامت بابتزاز روسيا لدعم حكومة السراج.
وبحسب عدة تقارير؛ "مكسيم" و"سامر" كانا على متن الطائرة التي استقلها فايز السراج أثناء توجهه إلى موسكو لإجراء مفاوضات مع وزارة الخارجية الروسية ، لكن السراج وبعد استشارته لأردوغان ، قرر عدم إظهار حالة "مكسيم" و"سامر" الصحية السيئة وقرر تأجيل المفاوضات.
وفي أوائل يوليو 2019، أعلن رئيس الصندوق الوطني لحماية القيم ألكسندر مالكيفيتش، عن احتجاز موظفي الصندوق في ليبيا، بمن فيهم عالم الاجتماع مكسيم شوغالي.
وذكر مالكيفيتش، في قناته عبر "تلجرام"، أن "شوغالي يقبع في السجن في طرابلس منذ عام، ولم يتم توجيه الاتهام إليه حتى الآن"، مؤكدا أنه رهينة لعصابات السراج التي ألقت القبض عليه للضغط على روسيا.