محافظ بيروت: خسائر انفجار الميناء تصل لـ 15 مليار دولار
انفجار ميناء بيروت
قال محافظ بيروت مروان عبود، في لقاء مع قناة "الحدث"، إن خسائر انفجار الميناء تتراوح بين 10 و15 مليار دولار.
وتأتي هذه التقديرات مرتفعة عن تقديرات سابقة كانت تتراوح بين 3 - 5 مليارات دولار، وأضاف عبود أن 300 ألف لبناني أصبحوا بلا مأوى بعد الانفجار.
وتزيد هذه الخسائر من معاناة لبنان الذي يحتاج إلى ما يصل إلى 93 مليار دولار لإنقاذ اقتصاده، وفق تقرير معهد الدفاع عن الديمقراطية الأمريكي.
وأشار التقرير الجديد إلى أن بيروت تحتاج إلى 67 مليار دولار من الأموال الجديدة لتحقيق الاستقرار في القطاع المصرفي اللبناني، بافتراض سعر صرف غير رسمي قدره 4000 ليرة لبنانية مقابل الدولار.
ولا يشمل ذلك 22 مليار دولار من الخسائر التي تكبدها البنك المركزي (مصرف لبنان)، كما أنه لا يتضمن خسائر صافية متوقعة تبلغ 4.2 مليار دولار أو أكثر من سندات اليورو المتعثرة.
وأوضح التقرير، أن احتياج لبنان البالغ 100 مليار دولار تقريبًا لا يشمل حتى البنية التحتية العامة والاحتياجات الأخرى.
وفي هذا السياق، بلغت أكبر خطة إنقاذ لصندوق النقد الدولي على الإطلاق 57 مليار دولار للأرجنتين في عام 2018.
وهزت انفجارات ضخمة ميناء بيروت، أمس الثلاثاء، وحوّل الانفجار الضخم الذي ضرب مرفأ بيروت، العاصمة اللبنانية إلى "مدينة منكوبة" شبّه البعض ما حلّ بها بقنبلة هيروشيما، بسبب حجم الدمار الذي خلّفه.
وأحدث الانفجار أضراراً كبيرة في الأملاك العامة والخاصة ضمن نطاق العاصمة، فضلاً عن انبعاث روائح كريهة في الأجواء نتيجة احتراق مواد كيميائية، خصوصاً أسيد النيتريك.
وانتشرت دعوات إلى سكان بيروت بالتزام منازلهم وإغلاق النوافذ كي لا يتنشقوا المواد السامة المنبعثة.
وأكدت مديرة مركز حماية الطبيعة، أستاذة مادة الكيمياء في الجامعة الأمريكية في بيروت، الدكتورة نجاة صليبا، لـ"العربية.نت" أن "نتائج الفحوصات الأوليّة التي أجريناها في مختبر الجامعة الأمريكية أظهرت أن لا آثار خطيرة لانبعاثات الانفجار، لذلك نُطمئن أهالي بيروت بأن لا حاجة لإخلاء منازلهم والاكتفاء بوضع كمّامات أثناء خروجهم وعدم التوجّه إلى مكان الانفجار".
وأضافت صليبا: "صحيح أن الدخان الكثيف غطّى سماء مدينة بيروت بسبب قوّة الانفجار، غير أن الطبيعة الجغرافية للمدينة والتي تشبه الخليج المفتوح للهواء، أدت إلى أن جزيئات الانفجار تبعثرت في الهواء".
وأظهرت الفيديوهات والصور التي تم التقاطها للحظة الانفجار، تصاعد سحابة بيضاء ناتجة عن اشتعال النيران في المخزن، ثم ما لبث أن تصاعد الدخان أو الضباب الأحمر وهو "أكسيد النيتروجين" الذي ينتج في الغالب عن اشتعال الأمونيوم.
وأشارت الدكتورة صليبا، إلى "أن الدخان الأحمر سببه انفجار مادة نيترات الأمونيوم، لكن رغم أن نتائج التحليلات الأوّلية تشير إلى أن لا خطورة على حياة سكان مدينة بيروت، غير أننا ننتظر لنعرف ما هي المواد التي تفاعلت معها لتحديد حجم المشكلة".
وأدى الانفجار إلى تشكّل غيمة تشبه الفطر في مقابل موجة كبيرة في البحر، وهو ما يطرح تساؤلات عن زيادة معدل التلوّث في البحر وتأثيره على الثروة السمكية.
وقالت الدكتورة صليبا "إن آثار الانفجار حتى الآن محدودة بانتظار نتائج التحليلات التي أخذناها من البحر، لكن المؤكد أن الثروة السمكية في مكان الانفجار تضررت بشكل كبير".
ونيترات الأمونيوم (Ammonium Nitrate) التي انفجرت في العنبر رقم 12 في ميناء بيروت، هي مادة كيميائية متاحة تجاريا على شكل مادة صلبة بلورية عديمة اللون، تُستخدم في عدة أغراض، وذلك وفقا للمكتبة الوطنية للطب في الولايات المتحدة الأميركية، والمركز الوطني لمعلومات التكنولوجيا الحيوية.
والصيغة الجزيئية لنيترات الأمونيوم هي NH4NO3، وهي قابلة للذوبان في الماء، ولا تحترق بسهولة، ولكنها تحترق بشكل أسهل إذا كانت ملوثة بمواد قابلة للاشتعال. وعند احتراقها، فإن مادة نيترات الأمونيوم تنتج أكسيد النيتروجين السام.
وتُستخدم نيترات الأمونيوم في صنع الأسمدة والمتفجرات، وإنتاج المضادات الحيوية والخميرة، وتدخل أيضا في صناعة أعواد الثقاب والألعاب النارية.