رسام البحر.. محمد ينحت عبارة "سلاما لبيروت" على شاطئ غزة: نتضامن معهم
عبارة سلاما بيروت على شاطئ غزة
بأيدي فنان عايش انتفاضات وتظاهرات عدة في مدينته التي لا تهدأ دوما من نيران الحروب، نقل محمد مشاعر الدعم والحب التي يحملها أهل فلسطين إلى شعب لبنان الجريح، برسمة مجسمة على شاطئ بحر غزة، تحمل عبارة "سلاما بيروت"، أحاطها بعلمي الدولتين الشقيقتين،" أقل شيء بنقدمه لبيروت الحبيبة وأهلها في مصيبتهم"، يقول النحات الفلسطيني في بداية حديثه لـ"الوطن".
ثلاث ساعات متواصلة من العمل، جمع فيهم النحات الفلسطيني محمد طوطح أكوام الرمل من شاطئ بحر غزة، ليجسد عبارة "سلاما لبيروت" على طول 6 أمتار، وبحسب تعبيره، التف حوله المتفرجون من الشباب والأطفال على الشاطئ يتابعون خطوات تنفيذه للشكل المنحوت: "بعد ما انتهيت من التنفيذ رشيته باللون الأحمر ولونت الأعلام بألوانها في الحقيقة"، بحسب تعبيره.
طوطح، أب لأربعة أطفال، اعتاد تسخير فنه في النحت على الرمل لنقل صوت بلاده في الأحداث المختلفة، يتابعه جمهور الشاطئ وهو يتنقل بعكازه المتحرك على الرمال بعد أن فقد قدمه اليمنى في عام 2008 في القصف الذي شنه الاحتلال على غزة، "الظروف الصعبة والألم اليومي الذي أعيشه لن يمنعني أبدا أن أعبر عن تضامني مع الشعوب العربية في كافة الأحداث، أنا أعبر عن نفسي وعن أهل بلدي بالفن".
لم تكن تلك المرة هي الأولى التي ينفذ فيها طوطح المعروف بـ"الفنان الجريح" منحوتة رملية في حدث ما، شهد بحر غزة من قبل تضامنه مع شعب الصين في بداية ظهور فيروس كورونا، وفي عيد الأم نفذ الفنان الثلاثيني منحوتة كبيرة بعبارة "أمي" أهداها لوالدته ولكافة الأمهات الفلسطينيات في يوم عيد الأم، "الفن والنحت على الرمل المتنفس الوحيد لاستكمال الحياة"، بحسب تعبيره.