انفجار بيروت يضرب مؤسسات لبنان: الاستقالات الجماعية تتوالى
مرفأ بيرت _ أرشيفية
بدأت الاستقالات تضرب المؤسسات السياسية الرسمية اللبنانية في أحدث تداعيات انفجار مرفأ بيروت الذي خلف قرابة 200 قتيل وأكثر من 6 آلاف جريح في كارثة تنذر بعواقب وخيمة على اللبنانيين.
وأعلنت وزيرة الإعلام اللبنانية منال عبدالصمد، اليوم، استقالتها من الحكومة التي يقودها حسان دياب، في ظل أزمة تعصف بالبلاد وسط تداعيات الانفجار الهائل في مرفأ بيروت الأسبوع الماضي.
وقالت وزيرة الإعلام اللبنانية، في مؤتمر صحفي مقتضب: "أعتذر من اللبنانيين الذين لم نتمكن من تلبية طموحاتهم.. التغيير بقي بعيد المنال". وتابعت: "أتقدم باستقالتي من الحكومة، متمنية لوطننا الحبيب لبنان استعادة عافيته في أسرع وقت ممكن، وسلوك طريق الوحدة والاستقلال والازدهار".
وأضافت أن استقالتها التي قدمتها إلى "دياب" جاءت بعد هول الكارثة الناجمة عن "زلزال بيروت" الذي هز كيان الوطن وأدمى القلوب والعقول، وانحناء أمام أروح الشهداء وآلام الجرحى والمفقودين والمشردين وتجاوبًا مع الإرادة الشعبية في التغيير.
وأكدت الوزيرة أن رئيس الحكومة اللبنانية كان يتابع الملفات بأدق التفاصيل بحكمة وهدوء لتلبية المطالب الشعبية، لا سيما تلك التي رفعتها ثورة 17 أكتوبر، مشيرة إلى أن "التغير بقي بعيد المنال".
كما قدم وزير البيئة اللبناني دميانوس قطار استقالته، اليوم، وكان دميانوس قد أعلن نيته في الاستقاله من الحكومة فى مؤتمر صحفي عقد ظهر اليوم، وذلك وفق ما نشر على موقع جريدة النهار اللبنانية.
في السياق ذاته، قدم نواب حزب الكتائب اللبنانية، أمس، استقالتهم من البرلمان خلال مراسم تشييع جثمان الأمين العام للحزب نزار نجاريان. وجاءت استقالة نواب الكتائب بعد وقت قصير من تأكيد النائبة المستقلة بولا يعقوبيان، الممثلة للمجتمع المدني، لوكالة الأنباء الفرنسية استقالتها من البرلمان.
وقالت يعقوبيان، خلال مقابلة تلفزيونية مع شبكة "سي إن إن" العالمية: "اتخذت قرار الاستقالة لأنني أشعر أنني شاهدة زور في هذا البرلمان، ليس بمقدرونا فعل شيء فالقرارات تُتخذ خارج البرلمان".
وغداة الانفجار، قدم النائب مروان حمادة، المقرب من الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، استقالته الأربعاء إلى البرلمان، ودعا زملاءه النواب إلى اتخاذ المبادرة لطلب لجنة تحقيق دولية بما حدث، وتقديم اقتراح بتحريك المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء للنظر في المسؤوليات الدستورية على الصعيدين الرئاسي والوزاري، بعد النكبة التي حلت بلبنان.
وفي إطار الاستقالات أيضًا، قدمت سفيرة لبنان في الأردن تريسي شمعون، المقربة من رئيس الجمهورية ميشال عون، استقالتها الخميس. وقالت خلال مقابلة تليفزيونية: "الانفجار.. هذه المجزرة، هذه الكارثة التي حصلت.. دقّت جرس الإنذار ألا نرحم أحدًا وكلهم يجب أن يرحلوا".
دكتور محمد صادق: سوف تحدث سلسلة من الاستقالات السياسية نتيجة النزاع بين الكتل السياسية
وقال الدكتور محمد صادق إسماعيل مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، في اتصال هاتفي لـ"الوطن"، إن الاستقالات التي حدثت داخل الحكومة نتيجة الضغط من الشارع اللبناني من خلال مظاهرات تسعى إلى رحيل الطبقة السياسية بأكملها، وأيضًا الضغط من قبل الرأي العام سواء من داخل لبنان أو من خارجه.
وأضاف "صادق" أنه ستحدث سلسلة من الاستقالات السياسية نتيجة النزاع السياسي بين الكتل السياسية، وأوضح أن الاستقالات التي تحدث داخل المؤسسات السياسية سوف تؤدي إلى عدم استقرار الحكومة اللبنانية وعدم القدرة على اتخاذ قرار سواء بما يتعلق بحادث الانفجار وأيضًا تسيير الأعمال الطبيعية داخل الدولة اللبنانية.