سبعيني يدلي بصوته في "الشيوخ" بحقيبته وعكازه: بكتب خواطر وأنا ماشي
الناخب كرم الطويل
بخطوات ضعيفة، يتحرك مستعينا بعكازه، الذي يقترب لون من لون بذلته ذات التصميم القديم، حاملا بيده حقيبة ضخمة تعج بالأوراق والكتب، متجاهلا الهاتف المحمول، بينما بحمل بداخله حماس شبابي كبير، لا يتناسب مع سنه، يدفعه للمشاركة بانتخابات مجلس الشيوخ.
كرم الطويل، موظف سابق بوزارة العدل وكاتب مقالات بأحد الصحف القديمة، 76 عاما، يحرص على المشاركة في مختلف الانتخابات والاستحقاقات الدستورية، لإيمانه الكبير بأهمية العمل السياسي ودور الجميع في تشكيل مستقبل الباد، كونه كان رئيسا لاتحاد طلاب جامعة القاهرة أثناء دراسته، فضلا عن كتابته المقالات الأسبوعية حتى عام 2000، وإجرائه حوارات مع قامات بارزة منها مصطفى محمود ونجيب محفوظ.
البدلة الخضراء قديمة الطراز، ليست ما يميز فقط "الطويل"، ولكن حقيبته التي يقترب عمرها من الملابس وثقيلة الوزن التي يبذل مجهودا في حملها، تلفت الانتباه، رغم سرعة حركة أحد أفراد الأمن بلجنة الرشيد القومية في مصر الجديدة لاستقباله للإدلاء بصوته ومساعدته في الحركة وحملها عنه، لكنه رفض تركها وظل حاملا لها طوال فترة اقتراعه.
يحتفظ الطويل داخل تلك الحقيبة بـ"تاريخه الجميل"، كما يسميه، فبها كل أوراقه الشخصية وقصاصات كتاباته التي يحملها بفخر شديد وحرص على وضع كل منها في ملف شفاف اللون بمفرده، بجانب شهاداته من الجامعة وأخرى ممنوحه له من رئيس وزراء مصر الأسبق محمد صدقي، وتكريمه خلال عمله الجامعي في الستينات وغيرها من الأحداث البارزة بحياته، التي يفتخر ويسعد بيرد تفاصيلها.
وضع السبعيني لنفسه نظاما ثابتا يوميا، حيث يحرص على السير لأكثر من 3 ساعات يوميا، بصحبة حقيبته ليتمكن من كتابة الخواطر سريعا التي تكرأ على ذهنه، بجانب قراءة القصص القصيرة والكتب والصحف والأحداث الجديدة.