ما الذى حدث فى فض اعتصام «رابعة» المسلح قبل سبع سنوات فى مثل هذا اليوم؟
هل كانت هناك وسيلة تحولُ دون عدم الفض والاشتباك المسلح بين المعتصمين وقوات الأمن؟
هل صحيح أن التنظيم كان يريد الحفاظ على دماء أعضائه؟
من المهم قبل الإجابة التأكيد على أن الدولة حاولت على مدار ٤٨ يوماً -هى عمر الاعتصام- عدم الاشتباك مع المسلحين.
وحاولت فى ذلك سلماً، عبر وساطات مباشرة عديدة، أبرزها وساطة دعاة التيار السلفى، الذين تحالفوا مع التنظيم تحالفاً استراتيجياً عقب ثورة «٢٥ يناير»، وصاروا جزءاً أصيلاً من التنظيم.
ليس صحيحاً أن التنظيم كان سيفض اعتصامه المسلح فى قلب القاهرة.. وليس صحيحاً أنه معنىّ بإثبات سلمية الاعتصام.. لم يكن ذلك هدفه على الإطلاق! لقد كان الهدف هو المصادرة على العقل الجمعى للتنظيم الذى كاد ينفرط عقده بعد عزل د. محمد مرسى كنتيجة للانكشاف الكبير والفشل فى تجربة الحكم.
لذلك صنع التنظيم «صنم الاعتصام»، واخترع له شارة ليس لها أى مدلول بمنهج الجماعة أو تاريخها..
كانت الجماعة تريد تحقيق ما يلى:
١- خلق مظلومية جديدة، لأنه كان يستدعى الدماء مع سبق الإصرار والترصد، ليعيد البناء عليها.
٢- تحويل الأنظار من احتمالية تقييم التنظيم وتجربته فى الحكم إلى يقين الدفاع عن فكرة الاعتصام والنحيب على الدماء التى سالت.
٣- خداع المجتمع وتعطيل فورانه ضد التنظيم بدعوى حقن الدماء، مستغلة غفلة كوادر المجتمع وإنسانية الإنسان المصرى الرافض لأى حالة من الاحتراب أو تبادل الدماء.
٤- فرض وجود شكلى للتنظيم الذى انهار، لأنه لا يكلف سوى رفع اليد بالإشارة الرباعية المبهمة، أو تعليق ملصق بالشارة أو بروفايل إلكترونى!
لكن هل نجح التنظيم فى أهدافه التى بسببها ضحى بدماء المسلحين من أبنائه الذين تصدروا المواجهة مع قوات الأمن؟
نجح التنظيم لبعض الوقت فى السنوات الأولى التى تلت فض الاعتصام وانتهت الآن بالفشل، لأنها تحطمت على حقيقة فشل التنظيم فى الحكم، حتى دخل أعضاؤه فى صراع صفرى مع الدولة المصرية، حتى صاروا ما بين طريد وشريد وقتيل ومجرم وسجين. حكم التنظيم على أعضائه بالانتحار الجماعى فى مثل هذا اليوم، فى المقابل عادت مصر من أتون تخطيط جماعة قاتلة يهون عليها كل شىء مقابل إحياء التنظيم!