رحيل عبدالعظيم المغربي.. اعتقله "السادات" وشارك في الثورة ضد "مبارك"
عبدالعظيم المغربي
عن عُمر ناهز 83 عاما، رحل القيادي القومي والناصري الكبير والبرلماني السابق عبدالعظيم المغربي نائب الأمين العام لاتحاد المحامين العرب، وذلك بعد تدهور حالته الصحية في الفترة الأخيرة، وجرى نقل جثمانه من القاهرة ليوارى الثري في مسقط رأسه بكفر الشيخ.
ويعد "المغربي" من أبرز قيادات التيار القومي والناصري في مصر والوطن العربي، ونشط في نقابة المحامين وشغل عضوية مجلس إدارتها، وفي اتحاد المحامين العرب تولى منصب الأمين العام ونائب الأمين العام لدولة المقر وأسهم في تعزيز دور الاتحاد في دعم القضايا العربية والدفاع عن حقوق الشعوب وأبرزها القضية الفلسطينية ودعم العراق وليبيا وسوريا في مواجهة العدوان الخارجي، كما ساهم في تأسيس عشرات المبادرات واللجان الشعبية العربية لدعم القضية الفلسطينية وتحرير الجولان السوري المحتل ومناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني.
وشارك "المغربي" في الدعوة لثورتي 25 يناير و30 يونيو، حيث كان أبرز مؤسسي حركة "كفاية" في عهد "مبارك" وبعد ثورتي تونس ومصر، كان من أوائل المحذرين من الفوضى التي ستعم المنطقة حال وقوع عدوان خارجي على ليبيا وإسقاط نظامها، وكذلك عارض التدخل الأجنبي في سوريا.
وبدأ "المغربي" مسيرته النضالية بمشاركته في منظمة الشباب الاشتراكي والاتحاد الاشتراكي العربي في عهد الرئيس جمال عبدالناصر، وحتى السنوات الأخيرة من حياته أسهم بمبادرات عديدة لتوحيد التيار الناصري في مصر، حيث يعتبر "المغربي" من أقدم مؤسسي أحزاب التجمع والعربي الناصري والكرامة والتيار الشعبي المصري.
كما شغل عضوية المؤتمر القومي العربي والمؤتمر القومي العربي الإسلامي، وكان منسقا للهيئة الشعبية لنصرة العراق ومؤسسا لها، وفي عام 1996 نظم مؤتمر صنعاء الذى اعتُبر وقتها أكبر تجمع عربي مناهض للصهيونية، وأسس في ليبيا ملتقى الحوار العربي الثوري الديمقراطي، وأشرف على المحاكمة الشعبية لمجرمي الحرب "بوش الابن وتوني بلير وايريل شارون" التي نظمها اتحاد المحامين العرب في عام 2006، وأسس الملتقى العربي الدولي لتحرير الجولان في 2009.
وكان "المغربي" أحد أبرز معارضي الرئيس "السادات"، حيث شغل منصب سكرتير عام اتحاد العمال بالانتخاب عام 1971 وتصدى لسياسات الانفتاح التي انتهجها الرئيس الأسبق، وشارك في انتفاضة 17 و18 يناير 1977، وعارض اتفاقية كامب ديفيد والتصالح مع العدو الاسرائيلي، ما دفع "السادات" إلى اعتقاله مع نخبة من رموز مصر في اعتقالات سبتمبر الشهيرة عام 1981. وفي عام 2000 اكتسح المغربي الانتخابات البرلمانية في دائرة دسوق وكان أبرز الوجوه البرلمانية في البرلمان المصري، وعارض خلالها سياسات الخصخصة وبيع القطاع العام.
وقضى "المغربي" سنوات عمره في شركة النصر للتصدير والاستيراد، التي كانت بمثابة اليد الطولى لمصر في أفريقيا، وتدرج في المناصب داخل الشركة إلى عضو مجلس إدارة منتخب ووكيل وزارة للشئون القانونية ورُشح لتولى منصب رئاسة الشركة في عهد حكومة الدكتور عاطف عبيد، وعُين محكما دوليا في غرفة لندن للتحيكم.
وخلال السنوات الأخيرة ورغم تدهور الحالة الصحية لـ"المغربي"، إلا أنه كان دائم الحرص على المشاركة في كافة الفعاليات الشعبية لمناصرة القضايا العربية، فضلا عن دوره في اتحاد المحامين العرب.