ابن السائق وكابتن لطيف.. مواقف إنسانية للزعيم جمال عبدالناصر
إنسانية ناصر
للزعيم الراحل جمال عبدالناصر مواقف عديدة أنصف فيها الكثير من البسطاء والفقراء من الذين لجأوا إليه يشتكون من ظلم وقع عليهم، وكرس جهده لإنهاء الاستبداد والظلم على الطبقات الكادحة وخاصة العمال والفلاحين.
ناصر وابن السائق
من مواقف الزعيم جمال عبدالناصر الإنسانية يذكر سامي شرف والذي كان يشغل منصب مدير مكتب الرئيس عبدالناصر في مذكراته سنوات وأيام مع جمال عبدالناصر أن شاب رفضته كلية الشرطة لأن أبيه سائق وأنصفه عبدالناصر عندما تظلم إليه.
ويحكي شرف أنه ذات مره اتصل به الرئيس جمال عبدالناصر تلفونيا في مكتبه، "غاضب وسألني إزاي ابن يرفض قبول أوراقه فى كلية الشرطة؟ عايز أعرف حالا الأسباب تكلم شعراوى جمعة (وزير الداخلية) دلوقتي وترد علي فورا".
وأكمل: "طلبت شعراوي لأعرف الأسباب فطلب إمهاله فرصة ليبحث ويرد علي، وبعد ذلك رد قائلا: الحقيقه يا سامي الولد مستوفي الشروط ولائق طبيا لكن اعترض على قبول أوراقه لأن أبيه سائق سيارة مع أنه يعمل مساعدا في الشرطة".
وأضاف شرف: "طلبت الرئيس وأبلغته ما ذكره شعراوي جمعة، فقال إحنا بنقول تكافؤ فرص ومجانية التعليم يعني كلام فى الهواء ولا يطبق بلغ شعراوي أن تقبل أوراقه فورا وإذا كانت هناك حالات مشابهة مستوفاة الشروط للقبول فتقبل كذلك".
وتابع: "بلغت شعراوي بتعليمات الرئيس وكان هناك 3 حالات أخرى مشابهة فقبلت أوراقهم وكان لهم شرف الانتماء لأسرة الشرطة المصرية العريقة وأصبحوا من كبار رجالها الناجحين".
ناصر وكابتن لطيف
يذكر أن عبدالناصر عندما علم أن الكابتن لطيف المعلق الرياضي الشهير الذي أمتع أسماع المصريين سيذهب في رحلة علاج إلى لندن، أمر بأن يذهب الكابتن لطيف للعلاج على نفقة الدولة.
وعندما عاد الكابتن لطيف إلى مصر، أحضر بعض الحقائب والأحذية كهدايا لأبناء الرئيس جمال عبدالناصر تعبيرا منه عن حبه وتقديرًا له، وقد وافق عبدالناصر على الهدايا، بالرغم أنه كان لا يقبل الهدايا على الإطلاق.
ويروي عبدالحكيم عبدالناصر، نجل الزعيم الراحل، أن والده عندما رآه أثناء خروجه من البيت إلى النادي، وهو يرتدي الحقيبة التي أهداها له الكابتن لطيف، وقد كانت حقيبة فاخرة، قال له أصدقاءك عندهم مثلها، حيث وصل المعنى إلى عبدالحكيم أن والده يخشى ألا يكون لدى الأولاد في النادي مثلها فتجرح مشاعرهم.
ناصر وتاجر القطن
وذكر الفرغلي باشا في مذكراته (تاجر الأقطان الشائكة)، علاقته بالزعيم جمال عبدالناصر، حيث سرد أنه عندما تحدث ذات مرة، خلال إقامته في الإسكندرية، حيث كان يعيش الحاج عبدالناصر والد الرئيس، وعرض عليه أن يتحدث إلى ابنه جمال لكي يعينه عضوًا بمجلس إدارة أحد الشركات، وبعد أن تحدث الحاج عبدالناصر إلى ابنه، طلب الرئيس جمال أن يقابل هذا الرجل، ليؤكد له أن عصر الوساطة انتهى، إلا أن هذا الكلام جعل الرجل سعيدًا بأن مصر أصبحت تعمل في مناخ لا يسوده الفساد والوساطة.