شعار أسبوع المياه العالمي غدا بالسويد "المياه وتغير المناخ"
"المياه وتغير المناخ"..شعار أسبوع المياه العالمي غدا بأستكهولم
تستضيف العاصمة السويدية ستوكهولم، غدا الأحد، أسبوع المياه العالمي تحت شعار "المياه وتغير المناخ"، وتعقد جلساته عبر تقنية الفيديو كونفرانس، من خلال 120 جلسة تبحث في استراتيجيات التعامل مع الصدمات المستقبلية من تغير المناخ وتدهور النظام البيئي إلى الأوبئة وندرة الغذاء، إذ ترتبط معظم هذه التهديدات ارتباطاً وثيقاً بالمياه، كما يتم طرح العديد من الحلول.
وذكرت وكالة أنباء"الشرق الأوسط"، في تقرير، اليوم، أنه وفق الاتجاهات الحالية سيتجاوز الطلب على المياه نسبة 40 % في عام 2030 ، بينما سيعاني نصف العالم من إجهاد مائي حاد، وتفاقم الوضع بسبب تغير المناخ؛ ما يؤدي إلى المزيد من الظواهر الجوية المتطرفة المتكررة وكذلك أنماط هطول الأمطار التي لا يمكن التنبؤ بها بشكل خطير والتي يمكن أن تسبب فشل المحاصيل.
وكشف تقرير الأمم المتحدة العالمي عن تنمية الموارد المائية في العالم "المياه وتغير المناخ"، أن التغير المناخي يؤثر في إمكانية توافر المياه اللازمة للاحتياجات البشرية الأساسية؛ ما يترتب عليه تقويض حقوق مليارات البشر في التمتع بمياه شرب نظيفة وخدمات صرف صحي.
وحذر التقرير من أن يفقد 52% من سكان العالم، بحلول عام 2050، فرص الحصول على حقهم في مياه شرب آمنة وخدمات صرف صحي، جراء تأثير التغير المناخي على موارد المياه.
وتوقع التقرير أن يؤدي التدهور في موارد المياه إلى إعاقة تحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة التي أقرتها الأمم المتحدة لعام 2030، وشدد هذا الهدف على ضرورة ضمان الحصول على مياه الشرب المأمونة والصرف الصحي للجميع في خلال 10 سنوات، إذ بلغ عدد الأشخاص الذين لا يحصلون حالياً على مياه الشرب حوالي 2.2 مليار شخص، بالإضافة إلى قرابة 4.2 مليارات شخص يفتقرون إلى خدمات الصرف الصحي، أي ما يقدر بـ 55 % من سكان العالم.
وستتأثر إمدادات المياه في كثير من دول العالم بسبب تغير المناخ، وسيظهر التأثير بشكل أكبر في المناطق الاستوائية والجافة، حيث البلدان النامية، مع تأثيرات محتملة على الدول الجزرية الصغيرة، التي يحتمل أن تختفي من خريطة العالم، كما ستتأثر أحواض الأنهار.
وقسم التقرير، العالم إلى مناطق وفق درجات الوفرة والإجهاد، ومن بينها المنطقة العربية التي جاءت ضمن تصنيفات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وخاصة الأردن، الذي جاء ضمن أكثر الدول تأثرًا بالإجهاد المائي في العالم.
وأكدت نشرة دولية متخصصة صدرت مؤخرا عن معهد ستوكهولم الدولي للمياه "إس آي دابليو آي" (SIWI)، ضرورة تطوير استخدام مفهوم آثار المياه بهدف قياس مقدار الضغط الذي تمارسه على موارد المياه المحلية.
وقال الرئيس التنفيذي لمعهد الموارد العالمية، أندرو ستير، إن الشح المائي هو أكبر أزمة لا أحد يتحدث عنها، وعواقبه على مرأى من الجميع في شكل انعدام الأمن الغذائي، والصراع والهجرة، وعدم الاستقرار المالي.
وأشار التقرير، إلى معطيات خطيرة تتعلق بمخزون المياه العالمي، والذي من المتوقع أن يؤدي تناقصه المتزايد في عام 2050 إلى معاناة 5.7 مليار إنسان على وجه الكرة الأرضية من شح المياه، داعيا إلى اللجوء للاستفادة بشكل أكبر من الطبيعة، التي تتحكم في دورة المياه، لتوفير ما يكفي منها للشرب وري المحاصيل وتوليد الكهرباء وغيرها.
وتناول قائمة حلول لموضوع انحسار المياه في العالم، وصفها بالحلول التي تستند إلى الطبيعة، ومنها إتاحة المزيد من المساحات الخضراء في المدن والحفاظ على المستنقعات والزراعة بأساليب تحافظ على صحة التربة، مشيرا إلى أن هذه الحلول يمكن أن تساعد أيضا في حماية البشر من الفيضانات والمجاعة والتهديدات المتعلقة بالمياه.
وأوضحت البيانات، أن الاستخدام المنزلي للمياه يمثل نحو 10% من استخدامات المياه في العالم، ومن المتوقع أن يزيد كثيرا بحلول عام 2050 خاصة في أفريقيا وآسيا، حيث من الممكن أن يرتفع الطلب المنزلي على المياه لأكثر من 3 أضعاف.
ومن المتوقع أن يزيد الطلب العالمي لأغراض الزراعة وتوليد الطاقة، وكل منهما يستخدم المياه بغزارة، حوالي 60 % و80 % على الترتيب بحلول العام 2025.
وأضاف التقرير، أنه بسبب تغير المناخ أصبحت المناطق الرطبة أكثر رطوبة، والمناطق الجافة أكثر جفافا، وفي الوقت الحالي يعيش نحو 3.6 بليون شخص، أي نحو نصف سكان العالم، في مناطق يحتمل أن تكون نادرة المياه على الأقل لمدة شهر في السنة، ويمكن أن يزيد هذا العدد إلى ما بين 4.8 بليون إلى 5.7 بليون شخص بحلول عام 2050.