الشاب الأرسقراطي العنيد والمتعال دوما مع خفة ظله وتلقائيته الشديدتين، هكذا طل عبد السلام النابلسي على الجماهير في تاريخ السينما المصرية، إذ اشتهر بتقديم تلك الشخصية وإتقانها ببراعة فنية لا مثيل لها.
وُلد عبد السلام عبد الغني النابلسي الشهير بعبد السلام النابلسي، في عكار بشمال طرابلس اللبنانية في 23 أغسطس عام 1899، إلا أن جذوره تعود إلى مدينة نابلس الفلسطينية حيث كان جده قاضي نابلس الأول ومن بعده والده، وعندما بلغ العشرين من عمره أرسله والده إلى مصر أملًا في تلقي تعليمه في الأزهر الشريف. وبالفعل حفظ القرآن ونبغ في اللغة العربية إلى جانب اللغة الفرنسية والإنجليزية.
وعلى الرغم من دراسة عبد السلام النابلسي بالأزهر الشريف وحفظه للقرآن الكريم، إلا أن موهبته الفنية وعشقه للتمثيل دفعاه للاتجاه للعمل بالمسرح.
وبعد مرور سنوات من انتقال النابلسي إلى مصر، اتجه للعمل في عدد من الفرق المسرحية، والتي جاء من بينها فرقة رمسيس التي أسسها الفنان يوسف وهبي في مارس عام 1932.
وبجانب شهرة عبد السلام النابلسي بموهبته الفنية المميزة، إلا أنه عُرف عنه أيضَا عدم حفظه للحوار أثناء تصوير العمل بسهولة وهو ما تسبب في وضعه ببعض المواقف المحرجة، حسبما كشف المؤرخ السينمائي، حسن إمام عمر، بإحدى حلقات البرنامج التليفزيوني النادر "نجوم لها تاريخ".
وقال عمر خلال الحلقة: "استطاع عبد السلام النابلسي الالتحاق بفرقة رمسيس، لكن بقاؤه بها لم يستمر أكثر من 10 أيام، لأن يوسف وهبي طرده لأنه مبيحفظش الحوار المسند إليه في المسرحية اللي بيشارك فيها".
موقف آخر تعرض له النابلسي أثناء تصوير فيلم "فتى أحلامي" مع عبد الحليم حافظ، إذ يقول المؤرخ السينمائي: "في الفيلم لاحظ حلمي رفلة إنه مبيلتزمش بالحوار، وده أزعجه جدًا، فمرة واتنين وتلاتة، وحلمي رفلة ثار عليه وقاله أنت ليه يا عبد السلام مش بتلتزم بالكلام؟ أنا بقولك تقول كذا يبقى تقول، أنا المخرج مش طرطور، فابتسم عبد السلام وقاله مفيش شك يا أستاذ ده أنت على راسنا من فوق، وضحك الجميع، وخروجه عن الحوار أصبح تقليد في أفلامه، والمخرجين بقوا يسيبوه يقول اللي هو بيحسه".
تعليقات الفيسبوك