صور.. متحف المركبات يستعد للافتتاح سبتمبر المقبل
متحف المركبات
بعد 19 عاما من أعمال الترميم يستعد متحف "المركبات الملكية "ببولاق أبو العلا للافتتاح خلال أيام حيث تباشر إدارة الترميم الدقيق بالمتحف وضع اللمسات النهائية على القطع المتنوعة ما بين مقتنيات خاصة بالأسرة العلوية من سيوف وتماثيل ولوحات ومجسمات مصغرة ووثائق تعود لعام 1915 تتنوع بين خطابات بين إدارة الركائب الخديوية وقصر التين، إضافة إلى ركائب "المحمل" الذي كان ينقل كسوة الكعبة من مصر.
وتضم المعروضات بالمتحف نحو 78 عربة ملكية ذات قيمة تاريخية عالية، 22 نوعا منها هدايا من دول أوروبية لحكام سابقين ابتداء من عصر الخديوى إسماعيل وحتى عصر الملك فاروق، وأهمها عربة "الآلاي" الكبرى التي أهداها نابليون الثالث للخديوي إسماعيل عند افتتاحه لقناة السويس عام 1869، والتي استخدمها الخديوي في زفافه، وهي عربة ذات ألوان مذهبة ويقوم القائمون عليها بالحركة بالكرابيج والعصوات والمشاعل وهي أشبه بلوحة كبيرة ملونة.
ويحتوي المتحف أيضا على فتارين ودواليب من الخشب والزجاج لحفظ أنواع الملابس الخاصة بالتشريفات والأطقم الجلدية المختلفة، إلى جانب أدوات زينة خاصة بالخيل وتابلوهات ملونة بالزيت ومجموعة نادرة من رسومات هندسية، أما تابلوهات عرض الملابس فهي عبارة عن إطار كبير من الخشب يحوي داخله 8 نماذج آدمية من الجص بالحجم الطبيعي.
ومتحف المركبات الملكية يقع بجوار مسجد السلطان أبو العلا ببولاق، ويعود تاريخه إلى الخديوي إسماعيل الذي حكم مصر من عام 1863 حتى 1879، فهو أول من فكر في بناء مبنى خاص بالمركبات الخديوية للحفاظ على تاريخ الأسرة العلوية، وسماه وقتها باسم "مصلحة الركائب الخديوية"، واستمر هذا الاسم مستخدما حتى عام 1922 عندما حصل السلطان فؤاد على لقب ملك، فتغير الاسم إلى "إدارة الإسطبلات الملكية" أو "العربة خانة" وهي كلمة تركية تعني بيت العربات، وهي إحدى الإدارات الثلاث التابعة لمصلحة الركائب الملكية.
ومع تطور الزمن تحول المبنى إلى متحف تاريخي أطلق عليه اسم "متحف الركائب" لأنه كان يحتوي على المركبات والخيول وأدوات الزينة الخاصة بركائب الخديوي كما كانت الخيول بها لرعايتها وحمايتها، وقد وفر القصر الملكي لهذه الخيول الخبراء من جميع أنحاء العالم والعمال المهرة لرعاية الخيول والمركبات وصيانتها وإعداد المركبة.
ولم تكن مصلحة الركائب تقتصر على مركبات الخيول بل كانت تحتوي على سيارات حديثة مثل الستروين والفورد وغيرهما من السيارات العسكرية وقد كان المتحف عبارة عن عربات وإسطبلات خيول وحجرات خاصة بإعداد أطقم الخيل وورش بيطار وسكن لمبيت سائقي العربات ومكاتب وحجرات خاصة بالإسعاف.
وكان المتحف فى بدايته يقع على مساحة نحو 4850 مترا ولكن في عام 1922، اقتطعت مساحة من المتحف تزيد على 1300 متر لتدخل ضمن أراضي مبنى وزارة الخارجية، ويتميز فناء المتحف بالاتساع، وهو أحد فناءين كان يعد فيه الركائب الملكية، أما واجهة المتحف فهي عبارة عن تشكيلات معمارية وكرانيش كبيرة بارتفاع 15 مترا عن سطح الأرض، كما يحتوي المتحف على حليات هندسية رأسية ونماذج لرؤوس الأحصنة يشرح فيها التشريح العضلي للحصان بالحجم الحقيقي للرأس وتحلى هذه الرؤوس بأوراق نباتية وزهور.