شهادات حية من عملية البحث عن قلب نابض تحت حطام بيروت: انتظرنا معجزة
موقع البحث عن القلب النابض في بيروت
معجزة كادت أن تتحقق في شارع مار ميخائيل بحي الجميزة العريق ببيروت، لفت أنظار اللبنانيين إليها، كلب مُدرّب على البحث، بعد أن أعطى لهم إشارة على وجود نبضات قلب شخص ما على قيد الحياة، هناك تحت أنقاض منزل سكني عريق، يقدر عمره قرابة المائة عام، انهار مع انفجار مرفأ بيروت.
احتبست أنفاس عمال التنقيب المتواجدين بالمكان، واحتشد العشرات يتابعون في صمت تام محاولات العثور على القلب النابض بالحياة، على أمل أن تشرق الشمس مجددا في سماء العاصمة، التي حٌجبت منذ تاريخ الرابع من أغسطس الماضي، بأدخنة الانفجار السامة، وانطفأت أنوار ليلها، ولم ينم أهلها بأمان، منذ اللحظة التي تغير فيها كل شيء.
قبل خمسة أيام، وتحديدا الخميس الماضي الموافق 3 سبتمبر، بدأ بحث محموم عن كائن حي مدفون تحت أنقاض منزل انهار في انفجار مرفأ بيروت، بعد أن أشار كلب البحث المدرب المسمى بـ"فلاش"، إلى وجود نبضات قلب ضعيفة ربما تشير إلى شخص مفقود لا يزال على قيد الحياة، فسارعت قوات فريق الإنقاذ التشيلي المتواجد بالمكان، في إزالة الأنقاض بحرص شديد.
وفرضت قوات الأمن كوردونًا أمنيا، يحيط بمكان البحث، يصف المشهد نوار بكسراوي، صحفي لبناني بالمكتب الإعلامي بجمعية shift اللبنانية المعنية بأعمال المجتمع المدني، حسبما شاهده بعينيه بحكم تواجده وسط فرق التطوع بالمكان كل يوم.
حالة تأهب قصوى رفعها فريق الإنقاذ التشيلي، ساد الهدوء والصمت في المكان إثرها، لتتبع دقات القلب النابض أملا في العثور عليه، وسط تخمينات بأنه قلب طفل صغير أو كلب أو قطة، وبحسب رواية بكسراوي لـ"الوطن"، على مدار 3 أيام كان ممنوع حد يقرب من مكان البحث بحوالي 50 متر، وكان البحث على مدار اليوم، مستمرا 24 ساعة، على أمل الانتصار واستخراج القلب النابض، بحسب تعبيره.
بكسراوي: مواطن استأجر رافعة لرفع حطام البيت والعثور على الكائن الحي
استأجر أحد المواطنين رافعة على حسابه الخاص لرفع أنقاض البيت وتم مسح الطابق الثالث والثاني والأول بجهاز استشعار بالأشعة تحت الحمراء، محاولات مستمرة لم يتوان فيها أحد، حتى تلاشت صوت الدقات وتضاءلت بشدة الآمال في العثور على أحياء تحت أنقاض المبنى بعد أن حبست البلاد أنفاسها ثلاثة أيام انتظاراً لوقوع معجزة، وبحسب رواية الصحفي اللبناني المتابع للواقعة من مكان الحدث، أكد فريق الإنقاذ التشيلي أنه لا يوجد مؤشر على الحياة تحت الأنقاض.
آية إبراهيم، مصرية متطوعة في عمليات إعادة إعمار بيروت بالتنسيق بين مؤسستيhave a dream المصرية و shift اللبنانية، وصفت مشهد الحطام في مكان البحث عن القلب النابض بقولها"حجم الكارثة كبير، تمشي في الشوارع كإن الانفجار امبارح".
آية: فريق البحث طالب الجميع بالابتعاد عن المكان والتزام الهدوء
بحكم تواجدها اليومي في أعمال التطوع لإعادة إعمار بيروت سواء بالتنظيف أو بجمع المعلومات عن المتضررين، تابعت الفتاة العشرينية مشهد البحث عن القلب النابض، عمليات التنقيب عن الكائن الحي الذ يواري جسده الأنقاض لم تهدأ منذ لحظة اكتشافه، وسائل الإعلام من مختلف دول العالم سارعت بإرسال مراسليها لرصد الموقف، وبحسب روايتها لـ"الوطن" حين زادت الحشود طالب فريق البحث التشيلي الجميع بالتزام الهدوء والابتعاد عن المكان حتى تتمكن الفرق من البحث وسط حالة ترقب من الجميع سواء المتواجين بمحيط المكان أو المتابعين للحدث من شاشات التليفزيون.
شعور بخيبة أمل انتاب الجميع حين خرج قائد فريق البحث التشيلي يعلن لوسائل الإعلام العالمية والمحلية عدم العثور على أي كائن حي سواء كان إنسان أو حيوان، بحسب وصف الفتاة المصرية المتطوعة في فرق إعادة إعمار بيروت.
لم تقف آية في موضع المتفرج للحدث ولم يقتصر تطوعها على أعمال التنظيف وحصر المتضررين فحسب، بل خلقت من رحم المعاناة نورًا أطلت به بفرشتها وألوانها على الجميع حين قررت رسم جدارية ملونة على أحد الجدران في شارع مارميخائيل الشاهد على عمليات البحث عن القلب النابض،"فكرت إن الفن ليه دور في الدعم النفسي بيساعد على نشر طاقة إيجابية بين المتطوعين"، فدمجت معالم بيروت بأهرامات مصر كرسالة على الوحدة بين الشعبين في المٍحن قبل الرفاهية.