كشفت دراسة حديثة عن أنّ المرضى الذين يعانون من التهاب المناعة الذاتية للغدة الدرقية، قد يكون لديهم خطر أكبر للإصابة بالقلق.
وتوصل فريق من الباحثين بمستشفى مدينة كييف الأوكرنية، إلى أنّ الأشخاص الذين يعانون من مستويات مرتفعة من القلق قد يكونوا أكثر عرضة للمعاناة من التهاب الغدة الدرقية، الذي يمكن تقليله عن طريق تناول مضادات الالتهاب الستيرويدية مثل الإيبوبروفين.
وتشير النتائج إلى أنّ وظيفة الغدة الدرقية قد تلعب دورا مهما في تطور اضطرابات القلق، وأنّه يجب التحقيق في التهاب الغدة الدرقية كعامل أساسي في الاضطرابات النفسية، مثل القلق.
وفي الوقت الحاضر، يعاني نحو 35% من الشباب (25-60 عاما) في البلدان المتقدمة من اضطراب القلق، وقد يكون للقلق تأثير شديد على نوعية حياة الأشخاص وقدرتهم على العمل والتواصل الاجتماعي، ولا يكون للأدوية المضادة للقلق دائما تأثير دائم، وعادة ما تركز الفحوص الحالية لاضطرابات القلق على خلل في الجهاز العصبي، ولا تأخذ في الاعتبار دور جهاز الغدد الصماء.
كما تشير الأبحاث إلى إنتاج الغدة الدرقية لهرمون "الثيروكسين" (T4) وثلاثي يودوثيرونين (T3) الضروري لتنظيم وظائف القلب والعضلات والجهاز الهضمي، فضلا عن نمو الدماغ وحماية العظام، حيث يحدث التهاب المناعة الذاتية في الغدة الدرقية عندما تنتج أجسامنا بشكل خاطيء أجساما مضادة تهاجم الغدة وتسبب الضرر.
وتوضح الدراسة الحالية أنّ اضطراب القلق قد يرتبط بخلل في الغدة الدرقية، لذلك من المهم أن نفهم كيف يمكن أن يساهم ذلك في القلق حتى يمكن علاج المرضى بشكل أكثر فعالية.
وحققت الدكتورة جوليا أونوفريتشوك من مستشفى مدينة كييف في أوكرانيا، في وظائف الغدة الدرقية لدى 29 رجلا (متوسط العمر 33,9)، و27 امرأة (متوسط العمر 31.7) يعانون من القلق المشخص، والذين كانوا يعانون من نوبات الهلع، وقيّمت الموجات فوق الصوتية للغدد الدرقية، وظيفة الغدة الدرقية، وجرى قياس مستويات هرمونات الغدة الدرقية.
وأظهر المرضى المصابون بالقلق علامات التهاب في الغدد الدرقية لديهم، لكن وظائفها لم تتأثر، مع وجود مستويات هرمون الغدة الدرقية جميعها ضمن المعدل الطبيعي، رغم ارتفاعها قليلا، وجرى اختبارهم إيجابيا للأجسام المضادة الموجهة ضد الغدة الدرقية، وأدى العلاج لمدة 14 يوما باستخدام "الإيبوبروفين" و"التيروكسين" إلى تقليل التهاب الغدة الدرقية وتطبيع مستويات هرمون الغدة الدرقية وتقليل درجات القلق لديهم.
قالت الدكتورة أونوفريتشوك: "تشير هذه النتائج إلى أنّ جهاز الغدد الصماء قد يلعب دورا مهما في القلق، لذلك، يجب على الأطباء أيضا أن يفكروا في الغدة الدرقية وبقية جهاز الغدد الصماء وكذلك الجهاز العصبي عند فحص مرضى القلق". وقد تساعد هذه المعرفة المرضى الذين يعانون من القلق على تلقي علاج أكثر فعالية يعمل على تحسين وظيفة الغدة الدرقية، وقد يكون له تأثير إيجابي طويل الأجل على صحتهم العقلية.
ومع ذلك، لم يتم أخذ هرمونات الجنس والغدة الكظرية في الاعتبار في هذه الدراسة، والتي قد يكون لها تأثير خطير أيضا على مستويات القلق.
تعليقات الفيسبوك