فنار بورسعيد يبحث عن التطوير كمزار سياحي يحكي تاريخ المدينة الباسلة
مدير آثار بورسعيد: يمكن إعداد جزء من ملحقات الفنار في عمل متحف بحري
فنار بورسعيد
فنار بورسعيد، أحد أهم المعالم السياحية الأثرية المطلة على قناة السويس بالمحافظة، ويعتبر نموذجا فريدا لتطور عمارة القرن التاسع عشر ببورسعيد، ولكنه بعيدا عن يد التطوير كمزار سياحي يحكى تاريخ المدينة الباسلة.
نشأة الفنار
تم إنشاء فنار بورسعيد عام 1869 بحي الشرق أو الإفرنجى كما كان يطلق عليه قديما، بهدف إرشاد السفن التى تمر من قناة السويس في عهد الخديوي إسماعيل وتصميمه على شكل مُثمن، ويوجد أعلاه كرة لتعيين الوقت، وكانت تحدث صوتًا قديمًا في الثامنة صباحا والرابعة عصرا.
ويطل الفنار بواجهته الرئيسية ناحية الشرق على شارع فلسطين "السلطان حسين سابقا" المطل على قناة السويس ومن الناحية الغربية على شارع ممفيس "محمود صدقي سابقا"، ومن الناحية الشمالية على شارع الطائف، ومن الجنوب على شارع الجبرتي، بالقرب من النهاية الداخلية لحاجز الأمواج الغربي للقناة.
الفنار من أهم المنشآت المصرية تأثرا بتكنولوجيا الغرب
وقال طارق إبراهيم مدير عام الآثار ببورسعيد، إن فنار بورسعيد القديم، يعتبر واحدا من أهم المنشات المصرية التي تأثرت بالتقدم التكنولوجي فى أوروبا فى ذلك الوقت.
وأضاف أنه أول فنار يبنى بالخرسانة المسلحة، وكانت المرة الأولى التي تستخدم فيها هذه التقنية لهذا النوع من الأعمال في العالم، ومنذ البداية حرص المصممون على أن يكون رائداً في استخدام الضوء الكهربائي والعدسات الحديثة.
ويضيف "إبراهيم"، مع توسعات المحافظة وارتفاع الأبراج السكنية حول هذا المبنى الفريد من كل اتجاه حتى عام 1997، أغلقت أضواؤه وتم استبداله بفنار آخر غرب المدينة، وأصبح صورة تليدة لم يتبقى منها إلا ظلها البعيد، واليوم يقف هذا الأثر كبناء تاريخي أثري هام يشكل معلماً بارزاً شامخاً في حد ذاته وعلامة فارقة في تاريخ تقنيات البناء الحديث، يحكى عن الصلة المباشرة بين بورسعيد الحديثة وجذور تأسيس ونشأة بورسعيد القديمة، ويؤكد أن فنار بالفعل يستحق عن جدارة أن يحظى بشهرة عالمية تليق به وأن يكون رمزاً لمدينة بورسعيد على غرار بُرْج ايفيل بالعاصمة الفرنسية باريس.
وأوضح "نحلم بإخلاء وإعادة تأهيل وترميم وصيانة هذا الأثر الفريد لإقامة أنشطة وفعاليات ثقافية تحيى ذاكرة المدينة والوطن وتبرز عمق الحضارات وإفرازاتها المعمارية"، مشيرا إلى أن فكرة إخلاء الفنار وإعادة تأهيله لا تقتصر على ترميم جدرانه فحسب بل تتسع لتشمل تطوير العقول وتغذيتها، ومن وحى هذه الفكرة سيتحول الأثر إلى ما يُعرف بأحد مراكز الإبداع الثقافي والفني ذلك لتعظيم استفادة المجتمع بما يتم فيه من أنشطة ثقافية وهى رؤية حديثة فى التعامل مع الأثر والبشر فى آن واحد، تعتمد على المزج بين القيمة التاريخية للأثر والإبداع الفني للإنسان بكل صوره من عروض متحفيه وسينمائية وثائقية ورقصات شعبية وندوات ثقافية وعروض للأطفال بالإضافة لجذب عدد من الفرق التراثية لتقديم عروض بصفة دورية من أجل إحياء التراث واستثماره.
تحويل محيط الفنار لمزار سياحى
وقال "إبراهيم" إن هذه المنطقة ستتحول بعدها إلى مركز جذب سياحي يُمكن تسويقه مع غيره من آثار المدينة القريبة منه كمنتج سياحي محلي وعالمي. الأعمال وذلك عن طريق إزالة السور بين جناحي الفنار لإعادته الي شكله الأصلي عند بناءه وربط جناحيه واستغلال المساحة الفضاء أمام الجانحين، وإزالة الإشغالات التي في الجناح الجنوبي من الفنار والمتمثلة في عدد من الغرف المستغلة كسكن من المواطنين.
الفنار ومشروع الصوت والضوء
أكد مدير آثار بورسعيد، أنه يمكن عمل مشروع للصوت والضوء يحكي تاريخ مدينة بورسعيد الحديث وربطها بجذورها التاريخية القديمة، بالإضافة لقصة حفر قناة السويس وتاريخ الفنار مستغلا حديقة الفنار والمساحة الخلفية لها لإنشاء مجموعة مقاعد للعروض، مع فتح برج الفنار والذي يبلغ ارتفاعه 56 مترا للزائرين واستغلال الغرف الخاصة بالفنار في عمل معارض دائمة ومؤقتة عن تاريخ القناة والمدينة والمنشآت البحرية والتاريخ البحري للمدينة وإقامة ندوات ثقافية على فترات متباعدة ومتقاربة لنشر الوعي الحضاري والتراثي للمدينة، وجعل الفنار منارة للثقافة في المدينة بدعوة الشخصيات العامة والمفكرين من أبناء المدينة وغيرهم من أعلام المفكرين والأدباء المصرين والعرب والأجانب، وإعادة تشغيل الساعة الخاصة بالفنار واستغلالها فى الإعلان عن الفعاليات المختلفة المقامة بالفنار وغيره من المناطق الأثرية بالمدينة بالإضافة للإعلان عن الأحداث الهامة بالمدينة سواء ثقافية أو علمية وأيضا السياسية.
وأشار إلى أنه يمكن إعداد جزء من ملحقات الفنار فى عمل متحف بحرى.